كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 17)

قوله تعالى: {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} النادي: المجلس (¬1)؛ ذكرنا تفسيره عند قوله: {وَأَحْسَنُ نَدِيًّا} [مريم: 73] (¬2) قال ابن عباس: استمكنت الفاحشة فيهم حتى فعل بعضهم ببعض في المجالس (¬3).
وقال مجاهد: المنكر: إتيانهم الرجال (¬4).
وقال القاسم بن محمد: هو الضراط؛ كانوا يتضارطون في مجالسهم (¬5).
وروي أن أم هانئ سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن المنكر الذي كانوا يأتونه في ناديهم، فقال: "كانوا يخذفون أهل الطرق، ويسخرون بهم، فذلك المنكر" (¬6).
¬__________
(¬1) "معاني القرآن" للفراء 2/ 316. و"غريب القرآن" لابن قتيبة 338. ولم ينسباه.
(¬2) قال الواحدي في تفسير هذه الآية: الندي: فعيل بمعنى الفاعل، وهو المجلس، وكذلك النادي، يقال: ندوت القوم اندوهم نَدْوًا إذا جمعتهم، ويقال للموضع الذي يجتمعون فيه: النادي، والنادي لا يسمى ناديًا حتى يكون فيه أهله، وإذا تفرقوا لا يكون ناديًا، ومن هذا قوله: {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} [العنكبوت: 29] ولذلك سميت دار الندوة بمكة؛ كانوا إذا حزبهم أمر نَدَوا إليها فاجتمعوا للتشاور.
(¬3) أخرجه ابن جرير 20/ 146، وابن أبي حاتم 9/ 3054، بلفظ: {فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} يقول: في مجالسكم.
(¬4) أخرجه ابن جرير 20/ 146، وابن أبي حاتم 9/ 3055. وذكره الثعلبي 8/ 159 أ.
(¬5) أخرجه ابن أبي حاتم 9/ 3055، والثعلبي 8/ 159 أ، عن القاسم بن محمد. وأخرجه ابن جرير 20/ 145، وابن أبي حاتم 9/ 3054، عن عائشة -رضي الله عنها- من طريق عروة بن الزبير.
(¬6) أخرجه ابن جرير20/ 145، من ثلاثة طرق عن سماك بن حرب، عن أبي صالح، عن أم هانئ، أنها سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، عن هذه الآية، فقال: "كانوا يخذفون =

الصفحة 519