كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 17)

34 - وقوله: {رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ} قال ابن عباس: عذابًا (¬1). قال مقاتل: يعني الخسف، والحَصْب (¬2).
35 - وقوله: {وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً} يعني: آثار منازلهم الخَرِبة. وهو معنى قول ابن عباس (¬3). يريد الأنهار التي كانت في قراهم، والنخيل التي قَلَت (¬4) فهي إلى اليوم لا ينتفع بشيء منها. وقال قتادة: هي الأحجار التي أبقاها الله (¬5)، فأدركها أوائل هذه الأمة. وقال مجاهد: هي الماء الأسود على وجه الأرض (¬6).
36 - وقوله: {وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ} قال مقاتل: واخشوا البعث الذي فيه جزاء الأعمال (¬7).
38 - وقوله: {وَعَادًا وَثَمُودَ} قيل: هو عطف على الكناية في {فَأَخَذَتْهُمُ} (¬8). وقيل: هو عطف، معناه: وفتنا عادًا، رجوعًا إلى قوله:
¬__________
(¬1) أخرجه ابن أبي حاتم 9/ 3058، عن ابن عباس، وأخرجه ابن جرير 20/ 148، وابن أبي حاتم 9/ 3058، عن قتادة.
(¬2) "تفسير مقاتل" 73 أ. الحَصْبُ: رميك بالحصباء، يقال: حَصَبْته أحْصِبُه حَصْبًا: إذا رميته بالحصباء، والحجر المرمي به: حَصَب. "تهذيب اللغة" 4/ 260 (حصب).
(¬3) "تفسير الثعلبي" 8/ 159 أ، منسوبًا لابن عباس.
(¬4) القَلَت: الهلاك. "تهذيب اللغة" 9/ 58 (قلت).
(¬5) أخرجه عبد الرزاق 2/ 98، وابن جرير 20/ 149، وابن أبي حاتم 9/ 3058. وذكره الثعلبي 8/ 159 أ، عن قتادة، وأبي العالية.
(¬6) "تفسير الثعلبي" 8/ 159 أ. ولعله يعني ما قيل من إن الأرض التي أهلكوا فيها، مكانها الآن البحر الميت، المسمى بأسماء متعددة، نظرًا لتميزه عن غيره من البحار بخواص لا توجد في غيره. انظر: مجلة القافلة رمضان 1419.
(¬7) "تفسير مقاتل" 73 أ.
(¬8) وهو اختيار النحاس، "إعراب القرآن" 3/ 256.

الصفحة 523