كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 17)

{وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} (¬1) وقال الزجاج: وأهلكنا عادًا وثمودًا (¬2). وهو قول مقاتل (¬3). وذلك أن الذين ذُكروا قبل هذا ذُكر إهلاكهم.
وقوله: {وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ} يقول: ظهرَ لكم يا أهلَ مكة مِنْ منازلهم بالحِجْر واليمن، آيةٌ في إهلاكهم. قاله ابن عباس ومقاتل (¬4). والمعنى: وقد تبين لكم من مساكنهم ما يُخبركم به عن إهلاكهم، فحُذف فاعل التبيين استغناءً بظهوره في المعنى.
قوله تعالى: {وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} قال ابن عباس: يريد أنهم كانوا ينتسبون إلى العقل والبصائر، فلم ينتفعوا بذلك (¬5). واختاره الفراء؛ فقال: عقلاء ذوي بصائر (¬6).
وقال مقاتل: كانوا مستبصرين في دينهم يحسبون أنهم على هدى (¬7). وهذا قول الكلبي؛ قال: كانوا يرون أن أمرهم حق (¬8). ونحوه قال الضحاك (¬9).
¬__________
(¬1) ذكره النحاس عن الكسائي قال: قال بعضهم، ولم يسمهم. "إعراب القرآن" 3/ 256.
(¬2) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 186.
(¬3) "تفسير مقاتل" 73 ب.
(¬4) "تفسير مقاتل" 73 ب. و"تنوير المقباس" 335.
(¬5) أخرجه ابن جرير 20/ 150، وابن أبي حاتم 9/ 3060، بلفظ: كانوا مستبصرين في دينهم.
(¬6) "معاني القرآن" للفراء 2/ 317. دون قوله: عقلاء.
(¬7) "تفسير مقاتل" 73 ب.
(¬8) "تنوير المقباس" 335.
(¬9) "تفسير الثعلبي" 8/ 159 أ. منسوبًا للكلبي، والضحاك. وأخرجه ابن جرير 20/ 150، عن الضحاك.

الصفحة 524