كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 17)

وقال قتادة. كانوا مستبصرين في ضلالتهم معجبين بها (¬1). وهو معنى قول مجاهد (¬2).
وقال أبو إسحاق: أَتوا ما أتوه وقد بين لهم أن عاقبته العذاب (¬3). ومعنى المستبصر في اللغة: ذوي البصيرة، يقال: استبصر في أمره ودينه، إذا كان ذا بصيرة (¬4).

40 - {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ} أي: عاقبنا (¬5) بتكذيبه الرسل، {فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا} قال ابن عباس: يريد قوم لوط (¬6)، {وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ}، يريد: عادًا وثمود ومدين (¬7)، {وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ} يعني: قارون وأصحابه، {وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا} يريد قوم نوح
¬__________
(¬1) أخرجه عبد الرزاق 2/ 97، وابن جرير 20/ 150. و"تفسير الثعلبي" 8/ 159 أ.
(¬2) أخرجه ابن جرير 20/ 150.
(¬3) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 169.
(¬4) "تهذيب اللغة" 12/ 174 (بصر).
(¬5) "تفسير الثعلبي" 8/ 159 ب.
(¬6) أخرجه ابن جرير 20/ 151. و"تفسير مقاتل" 73 ب، و"تفسير الثعلبي" 8/ 159 ب، ولم ينسبه. و"غريب القرآن" لابن قتيبة 338، وفيه: يعني: الحجارة، وهي الحصباء أيضًا.
(¬7) "تفسير مقاتل" 73 ب. وهذا من الواحدي جمع بين الأقوال الواردة في المراد بمن أخذته الصيحة؛ فقد أخرج ابن جرير 20/ 151، عن ابن عباس: ثمود، وأخرج عن قتادة: قوم شعيب. ثم جمع بين هذا بقوله: إن الله قد أخبر عن ثمود وقوم شعيب، من أهل مدين أنه أهلكهم بالصيحة في كتابه في غير هذا الموضع، ثم قال جل ثناؤه لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: فمن الأمم التي أهلكناهم من أرسلنا عليه حاصبًا، ومنهم من أخذته الصيحة، فلم يخصص الخبر بذلك عن بعض من أخذته الصيحة من الأمم دون بعض، وكلا الأمتين أعني ثمود ومدين قد أخذتهم الصيحة.

الصفحة 525