كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 17)

وفرعون (¬1).
{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ} قال: يريد: أمهلهم وأنذرهم فكذبوا النذر.
وقال مقاتل: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ} فيعذبهم على غير ذنب (¬2).

41 - ثم ضرب لهم مثلًا فقال: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ} يعني: الأصنام يتخذونها أولياء يرجون نصرها ونفعها (¬3) {كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ} قال الليث: هي دويبة تنسج نسجًا رقيقًا مهلهلاً، بين الهواء، وعلى رأس البئر (¬4). ويجمع: العناكب، قال ذو الرمة:
هي اصطنعته وحدها أو تعاونت ... على نسجها بين الصفيح عناكبه (¬5)
¬__________
(¬1) أخرجه ابن جرير 20/ 152، عن ابن عباس. و"تفسير مقاتل" 73 ب. و"تفسير الثعلبي" 8/ 159 ب.
(¬2) "تفسير مقاتل" 73 ب.
(¬3) "تفسير الثعلبي" 8/ 159 ب.
(¬4) كتاب "العين" 2/ 309 (عنكب)، ونقله عنه الأزهري، "تهذيب اللغة" 3/ 309. وتعيش العناكب في أي مكان يتوفر فيه أغذاؤاها، ويمكن مشاهدتها في الحقول، والغابات، والمستنقعات، والكهوف، والصحاري، وهناك نوع من العناكب يمضي معظم حياته تحت الماء، ويعيش نوع آخر بالقرب من قمة جبل: إيفرست، أعلى جبل على الكرة الأرضية، وتعيش بعض العناكب داخل المنازل، ومخازن الحبوب، والحظائر وغيرها، ويوجد ما يقرب من ثلاثين ألف نوع من العناكب, وقد تصل إلى مائة ألف نوع، وحجم بعض العناكب أصغر من رأس الدبوس, وبعضها كبير بحيث يصل إلى حجم كف يد الإنسان، أو أكبر قليلاً، فسبحان الله العظيم. انظر مجلة: "القافلة" صفر 1419 هـ بقلم د/ أحمد محمد الصغير.
(¬5) كتاب "العين" 2/ 309 (عنكب) ونسب البيت لذي الرمة، ولفظه:
هي اصطنعته نحوها وتعاونت ... على نسجها بين المثاب عناكبه.

الصفحة 526