كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 17)

قال الكلبي: بيت العنكبوت لا يغني عنها في حر ولا قُرَّ (¬1) ولا مطر، كما أن آلهتهم لا ترزقهم شيئًا, ولا تملك لهم ضرًا ولا نفعًا (¬2).
وقال أبو إسحاق: إن بيت العنكبوت لا بيتَ أضعفُ منه فيما يتخذه الهوام، ولا أقل وقاية من حر أو برد؛ والمعنى: أن أولياءهم لا ينفعونهم، ولا يرزقونهم، ولا يدفعون عنهم ضررًا، كما أن بيت العنكبوت غير موقٍ لها (¬3).
قوله تعالى: {لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} أي: لو كانوا يعلمون أن اتخاذهم الأولياء كاتخاذ العنكبوت بيتًا؛ ليس أنهم لا يعلمون أن بيت العنكبوت ضعيف (¬4).

42 - وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ} قرئ: (يَدْعُونَ) بالياء والتاء (¬5)؛ فمن قرأ بالياء فلتقدم الغيبة في قوله: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا} {لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} والتاء على: قل لهم: إن الله يعلم ما تدعون، لا يكون إلا على هذا؛ لأن المسلمين لا يخاطبون بذلك (¬6).
¬__________
= ورواية البيت عند الفراء، والأزهري 3/ 309، و"لسان العرب" 1/ 632: منهم. وفي النسختين: منها. وعن الفراء ذكره الثعلبي 8/ 159 ب. ولم ينسبوه.
(¬1) القُرُّ: البرد. "تهذيب اللغة" 8/ 276 (قرر). وفي "تنوير المقباس" 335: برد.
(¬2) "تنوير المقباس" 335. وأخرج نحوه عبد الرزاق 2/ 97، عن قتادة.
(¬3) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 169.
(¬4) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 169، بمعناه.
(¬5) قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وحمزة والكسائي: {تَدْعُونَ} بالتاء، وقرأ أبو عمرو وحفص عن عاصم: {يَدْعُونَ} بالياء. "السبعة" 501، و"الحجة" 5/ 433, و"النشر" 2/ 343.
(¬6) "الحجة للقراء السبعة" 5/ 434، بنصه.

الصفحة 528