كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 17)

قال أبو علي: و (مَا) استفهام، وموضعها نصب بـ (تَدْعُونَ) ولا يجوز أن يكون نصبًا بـ (يَعْلَمُ) ولكن الجملة التي هي منها في موضع نصب بـ (يَعْلَمُ) والتقدير: إن الله يعلم أَوَثَنًا تدعون من دونه أو غيره، أي: لا يخفى ذلك عليه فيؤاخذكم بكفركم ويعاقبكم عليه، ولدل على أن (مَا) استفهام: دخول (مِنْ) في الكلام، وإنما هي تدخل في نحو قولك: هل من طعام؟ وهل من رجل؟ ولا تدخل في الإيجاب، وهذا قول الخليل (1)، وكذلك قوله: {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ} [الأنعام: 135] والمعنى: فستعلمون المسلم تكون له عاقبة الدار أم الكافر، وكل ما كان من هذا، فهكذا القول فيه، وهو (2) قياس قول الخليل (3).
قوله: {مِنْ شَيْءٍ} قال مقاتل: يعني من الأصنام (4) {وَهُوَ الْعَزِيزُ} المنيع القادر {الْحَكِيمُ} في خلقه.

43 - قوله تعالى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ} يعني أمثال القرآن، وهي التي شبه بها أحوال كفار هذه الأمم المتقدمة يبينها للناس {نَضْرِبُهَا} لكفار مكة. قاله مقاتل (5). وقال الكلبي: للناس عامة (6).
{وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} قال مقاتل: يقول: وما يعقل الأمثال إلا العلماء الذين يعقلون عن الله الأمثال (7).
__________
(1) "الكتاب" 3/ 148، قال: فما هاهنا بمنزلة: أيهم.
(2) وهو غير موجودة في نسخة: (أ)، (ب).
(3) "الحجة للقراء السبعة" 5/ 434.
(4) و (5) "تفسير مقاتل" 73 ب.
(6) هذا القول أعم ويدخل فيه أهل مكة دخولًا أوليا.
(7) "تفسير مقاتل" 73 ب.

الصفحة 529