كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 17)

47 - وقوله: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ} أي: وكما أنزلنا الكتاب عليهم أنزلنا عليك الكتاب {فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ} يعني مؤمني أهل الكتاب (¬1)
{وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ} يعني مسلمي أهل مكة (¬2). وقال ابن جرير: {فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ} يعني: كانوا قبل عصر النبي -صلى الله عليه وسلم- من اليهود والنصارى كانوا مؤمنين بمحمد -صلى الله عليه وسلم- {وَمِنْ هَؤُلَاءِ} يعني: الذين محمد بين أظهرهم، من أهل الكتاب {مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ} وهم مؤمنو أهل الكتاب (¬3). وهذا معنى قول ابن عباس في رواية عطاء (¬4).
ثم قال: {وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا} أي: بعد المعرفة (¬5) {إِلَّا الْكَافِرُونَ} من اليهود، وذلك أنهم عرفوا أن محمدًا نبي، والقرآنَ حق (¬6)، فجحدوا وأنكروا ولم يقروا، وكفروا بذلك الجحود.

48 - قوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ} أي: ما كنت تقرأ قبل القرآن كتابًا، أي: ما كنت قارئًا قبل الوحي ولا كاتبًا، وهو قوله: {وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ} أي: ولا تخط الآن بيمينك كتابًا. وكذلك صفة النبي -عليه السلام- في التوراة والإنجيل: أنه أُمِّي لا يقرأ ولا يكتب (¬7).
¬__________
(¬1) "تفسير الثعلبي" 8/ 161 ب، وزاد: عبد الله بن سلام، وأصحابه.
(¬2) "معاني القرآن" للفراء 2/ 317. و"تفسير الثعلبي" 8/ 161 ب.
(¬3) تفسير ابن جرير 21/ 4، بمعناه.
(¬4) وهو قول مقاتل، "تفسير مقاتل" 74 أ.
(¬5) أخرج ابن جرير 21/ 4، وابن أبي حاتم 9/ 3070، عن قتادة. وذكره عنه الثعلبي 8/ 161 ب.
(¬6) "تفسير مقاتل" 74 أ.
(¬7) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 171، بمعناه.

الصفحة 539