كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 17)

الذي ذُكر في كتابهم آيات واضحات له في صدور أهل الكتاب، والعلم به، وهم مؤمنو أهل الكتاب، بل هو وأموره آيات.
وفي الآية قول ثالث، ذكره الزجاج؛ فقال: بل كونُه غيرَ قارئٍ ولا كاتب {آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ} لأنه إذا لم يقرأ ولم يكتب، وأخبر بأقاصيص الأولين والأنبياء فهو {آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} (¬1). وهو معنى قول الكلبي (¬2).
والظاهر من هذه الأقوال قول قتادة ومقاتل (¬3) لقوله: {وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ} يعني: كفار اليهود (¬4) , لأنهم جحدوا نبوته وكتموا أمره بعد المعرفة.

50 - قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ} كما كانت الأنبياء تجيء بها إلى قومهم (¬5). وقرئ: {آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ} على الجمع (¬6). وحجة الإفراد قوله: {فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ} [الأنبياء: 5] وقوله: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً}
¬__________
(¬1) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 171، ولم ينسبه.
(¬2) "تنوير المقباس" 336.
(¬3) لم يسبق ذكر قول مقاتل، وهو قريب من قول قتادة، "تفسير مقاتل" 74 ب.
(¬4) "تفسير مقاتل" 74 ب.
(¬5) "تفسير مقاتل" 74 ب. و "تفسير الثعلبي" 8/ 162 أ.
(¬6) قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص عن عاصم: {آيَاتٍ} جمعًا، وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر، وأبي عمرو في رواية علي بن نصر: {آيَةٌ} على الإفراد. "السبعة في القراءات" 501، و"الحجة للقراء السبعة" 5/ 435، و"إعراب القراءات السبع وعللها" 2/ 188، و"النشر في القراءات العشر" 2/ 343.

الصفحة 542