كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 17)

وقال سفيان وعلي بن الأقمر: لا تدخر شيئًا لغد (¬1).
وقال أبو إسحاق: أي لا تدخر رزقها، إنما تصبح فيرزقها الله، وعلى هذا أكثر الحيوان (¬2). قال سفيان: وليس شىء مما خلق الله يَخْبَأُ إلا الإنسان والفأرة والنملة (¬3).
قوله تعالى: {اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ} يرزقكم إن هاجرتم إلى المدينة {وَهُوَ السَّمِيعُ} لقولكم: إنا لا نجد ما ننفق بالمدينة (¬4) {الْعَلِيمُ} بما في قلوبكم (¬5).

61 - قال ابن عباس: ثم رجع إلى المشركين فقال: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ} إلى قوله: {لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} يقرون بأن الله خالق هذه الأشياء. قال الله تعالى: {فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} قال ابن عباس ومقاتل: فكيف يكذبون بتوحيدي (¬6). أي: إذا كان الله هو الخالق وحده، وجب أن يكون هو المعبود وحده من غير شريك. والمعنى: فكيف يُصرفون عن التوحيد بعد قيام الدليل.
¬__________
(¬1) أخرجه ابن جرير 21/ 11، والثعلبي 8/ 162 ب، كلاهما عن علي بن الأقمر، من طريق سفيان.
- علي بن الأقمر بن عمرو الهمْداني، الوادعي، أبو الوازع، كوفي ثقة، حدث عن أسامة بن شريك، وأبي الأحوص، وغيرهم، روى عنه الأعمش، وشعبة، وسفيان الثوري، وغيرهم. "سير أعلام النبلاء" 5/ 313. و"تقريب التهذيب" 690.
(¬2) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 173.
(¬3) "تفسير الثعلبي" 8/ 162 ب. و"غريب القرآن" لابن قتيبة 339، ونسبه لابن عيينة. وعند الفراء: إلا النملة فإنها تدخر رزقها لسنتها. "معاني القرآن" 2/ 318، ولم ينسبه.
(¬4) "تفسير مقاتل" 75 أ.
(¬5) "تفسير الثعلبي" 8/ 162 ب.
(¬6) أخرجه ابن أبي حاتم 9/ 3079، عن ابن عباس. و"تفسير مقاتل" 75 أ.

الصفحة 554