كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 17)

{وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ} لهي دار الحياة لا موت فيها (¬1). وقال الكلبي: هي حياة لا يموت فيها أهلها (¬2). وقال قتادة والسدي: لهىِ الحياة (¬3).
وقال الفراء: لهي الحياة حياة لا موت فيها (¬4). وقال الزجاج: معناه: هي دار الحياة الدائمة (¬5).
وقال أبو عبيدة وابن قتيبة: {الْحَيَوَانُ} الحياة (¬6). فالمفسرون وأصحاب المعاني على أن الحيوان هاهنا بمعنى: الحياة.
قال أبو علي: قال أبو عبيدة: الحياة والحيوان والحي واحد، فهذه على ما حكاه أبو عبيدة مصادر (¬7). والحياة كالحَلْية والحَدَمَة؛ وهي شدة التهاب النار (¬8).
¬__________
(¬1) "تفسير مقاتل" 75 ب. و"تفسير ابن جرير" 21/ 12، و"تفسير الثعلبي" 8/ 163 أ. وأخرجه ابن جرير 21/ 12، عن مجاهد، وأخرجه عن ابن عباس، بلفظ: باقية. قال الأزهري: معناه: أن من صار إلى الآخرة لم يمت، ودام حيًا فيها لا يموت، فمن أدخل الجنة حيي فيها حياة طيبة، ومن دخل النار فإنه لا يموت فيها ولا يحيا. "تهذيب اللغة" 5/ 287 (حي).
(¬2) "تنوير المقباس" 338.
(¬3) أخرجه عبد الرزاق 2/ 99، عن قتادة.
(¬4) "معاني القرآن" للفراء 2/ 318.
(¬5) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 173.
(¬6) "مجاز القرآن" 2/ 117. و"غريب القرآن" 339.
(¬7) "مجاز القرآن" لأبي عبيدة 2/ 117. بمعناه. وهو في "كتاب الشعر" لأبي علي 1/ 321، غير منسوب.
(¬8) "تهذيب اللغة" 4/ 433 (حدم). يعني أن أصلها: حَيْوَة على وزن: حَلْيَة، أو: حَيَوَة على وزن: حَدَمَة. والله أعلم.

الصفحة 556