كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 17)

والحيوان: كالفوران (¬1) والغليان. والحِيّ كالعِيِّ (¬2)؛ قالوا: حَيِي يحيى حياءً (¬3)، كما قالوا: عَييِ يَعْيا عياء (¬4)، ومن ذلك قول العجاج:
كنا بها إذِ الحَياة حِيُّ (¬5)
فهذا (¬6) إذا الحياةُ حياةٌ.
وقال أبو زيد: الحيوان ما فيه روح (¬7). والمَوَتَان: ما لا روح فيه (¬8). والحيوان في روايتي أبي زيد وأبي عبيدة على ضربين؛ أحدهما: أن يكون مصدرًا كما حكاه أبو عبيدة. والآخر: أن يكون وصفًا كما حكاه أبو زيد. والحيوان على قول أبي زيد مثل الحَيّ الذي يراد به خلاف الميت، وقد
¬__________
(¬1) هكذا في النسختين؛ يقال: فارت القدر تفور فَوْرًا، وفَورانًا، إذا غَلت. "تهذيب اللغة" 15/ 247 (فار).
(¬2) العِيَّ: مصدر العَي، يقال: عيى فلان بالأمر إذا عجز عند "تهذيب اللغة" 3/ 258 (عيى).
(¬3) "تهذيب اللغة" 5/ 283 (حيى).
(¬4) "تهذيب اللغة" 3/ 257 (عيى).
(¬5) هكذا أنشده أبو علي، "كتاب الشعر" 1/ 321، وصدره بقوله: قال رؤبة أو العجاج. وأنشده أبو عبيدة 2/ 117، بلفظ:
وقد نَرَى إذ الحياةُ حِيٌ
ونسبه للعجاج. وهو كذلك في "ديوانه" 249. وأنشده الأزهري، "تهذيب اللغة" 5/ 285 (حي) غير منسوب، واستشهد به على أن الحِي بكسر الحاء جمع الحياة.
(¬6) في كتاب أبي علي: كأنه قال: إذِ الحياة حياةٌ، أي: الحياة غيرُ متكدرة ولا منغَّصة. "كتاب الشعر" 1/ 321.
(¬7) ذكره الأزهري، "تهذيب اللغة" 5/ 287، ولم ينسبه.
(¬8) لم أجده في "النوادر"؛ وفي "تهذيب اللغة" 14/ 343 (موت): الموتان: كل شيء غير ذي روح، وما كان ذا روح فهو الحيوان. ولم ينسبه لأبي زيد.

الصفحة 557