كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 17)

هاهنا: الزيادة منها والتثبيت عليها.
قال أبو إسحاق: أعلم الله -عز وجل- أنه يزيد المجاهدين هداية، كما أنه يزيد الكافرين بكفرهم ضلالة، كذلك يزيد المجاهدين هداية كما قال: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى} [محمد: 17] (¬1).
وقال أبو سَوْرَة: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا} في الغزو لنهدينهم سبل الشهادة والمغفرة (¬2).
قوله تعالى: {وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} قال مقاتل: في العون لهم (¬3).
وقال الزجاج: تأويله: إن الله ناصرهم (¬4).
وقال ابن عباس: يريد بالمحسنين الموحدين.
¬__________
(¬1) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 174. ومن أدلة ذلك قول الله -عز وجل- {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ} [التوبة: 124، 125].
(¬2) "تفسير الثعلبي" 8/ 163 ب.
- أبو سَوْرَة الأنصاري، ابن أخي أبي أيوب. قال الذهبي: أبو سورة، عن ابن عمر، وعنه مطعم بن المقدام، مجهول. "المغني في الضعفاء" 2/ 473، وقال ابن حجر: ضعيف. "تقريب التهذيب" 1158.
(¬3) لم أجده عند مقاتل في تفسيره. وقال الثعلبي 8/ 163 ب: بالنصر والمعونة في دنياهم، وبالثواب والمغفرة في عقباهم.
(¬4) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 174.

الصفحة 563