كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 18)

سبع سنين على سبعة أبكار، قال: فالتقى الروم وفارس، فغلبهم الروم، فجاء جبريل بهزيمة فارس وظهور الروم عليهم، ووافق ذلك يوم بدر (¬1).
وقال: سعيد بن جبير عن ابن عباس: لما غلبت فارس الروم وفرح المشركون بذلك، ذكروا ذلك لأبي بكر؟ فذكره أبو بكر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أما إنهم سيغلبون فارس" فذكر أبو بكر لهم: إن الروم سيغلبون ثم عقدوا عقد الرهان على ما ذكرنا (¬2).
قال أبو إسحاق: وهذه من الآيات التي تدل على أن القرآن من عند الله -عز وجل-؛ لأنه أنبأ بما سيكون وهذا لا يعلمه إلا الله (¬3).
وقال جماعة من المفسرين: صاحب القمار من جهة المشركين كان أبيِّ بن خلف، وكان الخَطَر بينهم: مائة من الإبل (¬4).
وقوله: {فِي بِضْعِ سِنِينَ} أجمع المفسرون: أن الروم غلبت فارس بعد ما أخبر الله بهذه الآية أنهم سيغلبون في السنة السابعة (¬5).
¬__________
(¬1) أخرجه عنه ابن جرير 21/ 19، مختصرًا.
(¬2) أخرجه ابن جرير 21/ 16، من طريق سعيد بن جبير. وأخرجه الحاكم 2/ 445، كتاب التفسير، رقم (3540)، من طريق سعيد أيضًا، وقال: على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه من طريق سعيد أيضًا الترمذي 5/ 320، كتاب: التفسير، رقم (3193)، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب. وهو في "صحيح سنن الترمذي" 3/ 87، رقم (2551).
(¬3) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 175.
(¬4) أخرجه ابن جرير 21/ 19، عن عكرمة، وقتادة "تفسير الثعلبي" 8/ 164 ب، ولم ينسبه.
(¬5) "تفسير مقاتل" 77 أ. وليس فيه ذكر السنة، بل ذكر فيه أن ذلك وقع في سنة الحديبية، وقد وقع صلح الحديبية في شهر ذي القعدة من السنة السادسة. "السيرة النبوية" لابن هشام 3/ 321، والفصول في سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، 184. وذكر سبع =

الصفحة 12