كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 18)

و {بَعْدُ} ووجوه استعمالهما مركبة (1).

4، 5 - قوله: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ} قال ابن عباس: يريد: حينئذ؛ حين تغلب الروم فارس {يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ}: أبو بكر وأصحابه {بِنَصْرِ اللَّهِ} الروم على فارس (2). وقال مقاتل: لما كان يوم بدر غلب المسلمون كفار مكة، وأتى الخبرُ المسلمين أن الروم قد غلبوا أهل فارس ففرح المؤمنون بذلك.
قوله: {وَيَوْمَئِذٍ} يعني: يوم بدر (3) {يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ} ونحو هذا قال السدي: فرح النبي -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنون بظهورهم على المشركين يوم: بدر، وظهور أهل الكتاب على أهل الشرك. قال أبو سعيد الخدري: ظهر الروم على فارس يوم أحد (4).
وقال آخرون: ظهر الروم على فارس يوم الحديبية؛ وهو قول عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود (5).
__________
(1) "معاني القرآن" للفراء 2/ 319 - 322. و"معاني القرآن" للزجاج 4/ 176، 177.
(2) أخرجه ابن جرير 21/ 17.
(3) "تفسير مقاتل" 77 أ. ولا يفهم من نقل الواحدي عن مقاتل أن غلبة الروم على فارس كانت مقاربة لغزوة بدر، كلا، بل قال مقاتل: وأتى المسلمين الخبرُ بعد ذلك، والنبي -صلى الله عليه وسلم-، والمؤمنون بالحديبية أن الروم قد غلبوا أهل فارس.
(4) أخرجه ابن جرير 21/ 21، وفيه يوم بدر؛ وهكذا ذكره السيوطي، "الدر المنثور" 6/ 481، وعزاه لابن أبي حاتم، وأخرجه كذلك الترمذي 5/ 320، كتاب تفسير القرآن، رقم (3192). فكتابة: أحد؛ بدل: بدر، في "البسيط" تحريف. والله أعلم.
(5) أخرجه ابن جرير 21/ 19، عن عطاء، وقتادة قال ابن كثير 6/ 303: وقد كانت نصرة الروم على فارس يوم وقعة بدر في قول طائفة كبيرة من العلماء؛ كابن عباس، والثوري، والسدي، وغيرهم .. وقال آخرون: بل كان نصرة الروم على فارس عام الحديبية؛ قاله عكرمة، والزهري، وقتادة وغيرهم .. ووجه بعضهم هذا =

الصفحة 14