كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 18)

وقوله: {بِنَصْرِ اللَّهِ} قال ابن عباس: يريد: الرومَ على فارس. وقال مجاهد: بإدالة الروم من أهل الكتاب على فارس أهل الأوثان (¬1).
قوله: {يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ} أي: كما نصر الرومَ على فارس.
{وَهُوَ الْعَزِيزُ}: المنيع في ملكه {الرَّحِيمُ} بالمؤمنين خاصة (¬2).
{وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.

6 - قوله: {وَعْدَ اللَّهِ} قال أبو إسحاق: مصدر مؤكد؛ لأن قوله: {وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ} هو وعد من الله للمؤمنين، فقوله: {وَعْدَ اللَّهِ} بمنزلة: وعد الله وعدًا (¬3).
قوله تعالى: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} قال مقاتل: يعني كفار مكة (¬4) {لَا يَعْلَمُونَ} أن الله لا يخلف وعده في إظهار الروم على فارس. ثم قال لكفار مكة:

7 - {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} قال عكرمة وإبراهيم: معايشهم وما يصلحهم (¬5).
¬__________
= القول بأن قيصر كان قد نذر لئن أظفره الله بكسرى ليمشين من حمص إلى إيلياء -وهو بيت المقدس- شكرًا لله -عز وجل- .. ولم يف بنذره إلا بعد الحديبية، ثم قال: والأمر في هذا سهل قريب.
(¬1) أخرجه ابن جرير 21/ 17، عن مجاهد من طريق ابن أبي نجيح.
(¬2) "تفسير مقاتل" 77 أ.
(¬3) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 177. وذكره سيبويه، "الكتاب" 1/ 381. وذكره أيضًا المبرد؛ فقال: ومثل ذلك: {وَعْدَ اللَّهِ} لأنه لما قال: {يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ} عُلم أن ذلك وعد منه، فصار بمنزلة: وعدهم وعدًا، ثم أضافه. "المقتضب" 3/ 232. ونحوه في "المسائل الحلبيات" 303.
(¬4) "تفسير مقاتل" 77 أ.
(¬5) أخرجه عنهما ابن جرير 21/ 23.

الصفحة 15