كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 18)

وقال الحسن: يعلمون متى زرعهم ومتى حصادهم (¬1). وروي عنه في هذه الآية قال: بلغ والله من علم أحدهم بالدنيا أنه ينقر الدرهم بيده فيخبرك بوزنه، ولا يحسن يصلي (¬2).
وقال قتادة: يعلمون تجارتها وحرفتها وبيعها (¬3).
قال ابن عباس: يعرفون عمران الدنيا، وهم في أمر الدين جهال (¬4).
وقال الضحاك: يعلمون بنيان قصورها، وتشقيق أنهارها، وغرس أشجارها (¬5).
وقال مقاتل: يعني حرفتهم، ومتى يُدرك زرعهم، وما يصلحهم في معايشهم (¬6).
وقال أبو إسحاق: المعنى: يعلمون من معايش الحياة؛ لأنهم كانوا يعالجون التجارات (¬7)، فأعلم الله -عز وجل- مقدار ما يعلمون، وقوله (¬8): {وَهُمْ
¬__________
(¬1) أخرجه ابن جرير 21/ 23.
(¬2) "الدر المنثور" 6/ 484، ونسبه لابن المنذر وابن أبي حاتم 9/ 3088. ولفظه في الدر: يقلب الدرهم على ظفره. وذكره ابن الجوزي، "زاد المسير" 6/ 289، ولفظه: ينقر الدرهم بظفره. وفي النسختين: ينقر الدرهم بيده. ولعل الصواب -والله أعلم-: يقلب الدرهم بيده؛ لأن تقليب الدرهم باليد يستفيد منه الحاذق معرفة الوزن دون النقرة الذي يمكن أن يستفاد منه معرفة النوع الرديء من الجيد.
(¬3) أخرجه عبد الرزاق 2/ 102، وابن جرير 21/ 23، عن قتادة.
(¬4) أخرجه ابن جرير 21/ 32، من طريق علي بن أبي طلحة.
(¬5) "الدر المنثور" 6/ 485، ونسبه لابن أبي حاتم 9/ 3088.
(¬6) "تفسير مقاتل" 77 أ.
(¬7) ذكر نحوه الفراء، "معاني القرآن" 2/ 322.
(¬8) هكذا: وقوله، في النسختين. ولعل الصواب: بقوله، كما يدل عليه السياق، والله أعلم. وأما عند الزجاج فقد جاءت بزيادة أوضحت المعنى؛ قال ... فأعلم الله -عز وجل- =

الصفحة 16