كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 18)

وقال ابن قتيبة: قلبوها للزراعة (¬1).
وقال ابن عباس: يريد الأجنة (¬2) والأنهار وما غرسوا من الأشجار (¬3). يريد أن أثارهم كان لأجل هذه الأشياء.
وقال مقاتل: يعني: وملكوا الأرض (¬4)؛ وهذا معنى وليس بتفسير؛ وذلك أنه يثير الأرض مالكها.
وقوله: {وَعَمَرُوهَا} يعني: الأمم {أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا} يعني: كفار مكة (¬5). واختلفوا لِمَ كانت الأمم أكثر عمارة من أهل مكة؟ فذهب قوم إلى أنهم كانوا أكثر عمارة لأنهم كانوا أطول عمرًا؛ وهذا معنى قول الكلبي ومقاتل؛ قال الكلبي: وبقوا فيها أكثر مما بقي فيها قومك (¬6).
وقال مقاتل: يقول: وعاشوا في الأرض أكثر مما عاش فيها كفار مكة (¬7). وإذا كانوا أطولَ بقاءً، وأكثرَ عيشًا كانوا أكثر عمارة. وقال آخرون: لأنهم كانوا أكثر عددًا؛ فقد روي أنه لم يبق نَشَزٌ (¬8) من الأرض يحتمل عمارة إلا كان لها عامر على عهد عاد، والأمم السالفة. وذكر أبو إسحاق معنًى آخر؛ فقال: يعني: أن الذين أهلكوا من الأمم كانوا أكثر حرثًا
¬__________
(¬1) "غريب القرآن" ص 340.
(¬2) هكذا في (أ)، (ب): (الأجنة)، وهي جمع جنة. قال الأزهري: الجنة: الحديقة، جمع جنانه "تهذيب اللغة" 10/ 503 (جنن).
(¬3) أخرجه ابن جرير 21/ 24، بلفظ: ملكوا الأرض وعمروها.
(¬4) لم أجده في تفسير مقاتل، ولم أجده كذلك عند الثعلبي.
(¬5) "معاني القرآن" للفراء 2/ 322.
(¬6) "تنوير المقباس" ص 339.
(¬7) "تفسير مقاتل" 77 ب.
(¬8) النَّشَزُ، والنَّشْزُ، والوَشَز: ما ارتفع من الأرض. "تهذيب اللغة" 11/ 305 (نشز).

الصفحة 19