كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 18)

محتملة في هذه الآية؛ فيكون معنى قوله: {فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ} بوضع عذابهم في غير موضعه؛ بأخذهم قبل وقته، وبحبس شيء من أرزاقهم {وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} بوضعها في غير موضعها من التغرير بها، وتعريضها للهلاك بالكفر، وترك النظر لها. ويظلمون أنفسهم أيضًا بمنعها الخير من الإيمان.

10 - ثم أخبر عن عاقبتهم فقال: {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى} قال ابن عباس ومقاتل: يعني أشركوا (¬1).
وقوله: {السُّوأَى} أكثر التفسير في {السُّوأَى} أنها: النار، ضد الحُسنى؛ وهي: الجنة (¬2). وهو قول الأخفش والفراء والزجاج وابن قتيبة (¬3)، قال الزجاج وغيره: إساءتهم هاهنا: كفرهم، وجزاء الكفر: النار (¬4). كما جُعل للعمل الحسنى؛ وهو: الإيمان: الثواب الحسن؛ وهو: الجنة، في قوله: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى} [يونس: 26].
قال ابن قتيبة: {السُّوأَى} جهنم، والحسنى: الجنة (¬5). وقال غيره: سميت جهنم {السُّوأَى} لأنها تسوء صاحبها، من قولهم: ساءه يسوؤه.
¬__________
(¬1) أخرجه ابن جرير 21/ 25، من طريق علي بن أبي طلحة. و"تفسير مقاتل" 77 ب.
(¬2) أخرجه ابن جرير 21/ 25، عن ابن عباس، وقتادة. "تفسير الثعلبي" 8/ 165 ب، ولم ينسبه. والحسنى وردت في قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] وقد ذكر الآية الواحدي بعد ذلك.
(¬3) "معاني القرآن" للفراء 2/ 322. و"غريب القرآن" لابن قتيبة 340. و"معاني القرآن" للزجاج 4/ 179. قال الأخفش: {السُّوأَى} مصدر هاهنا مثل: التقوى. "معاني القرآن" 2/ 656، ولم أجد فيه ما ذكر الواحدي.
(¬4) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 179.
(¬5) "غريب القرآن" ص 340.

الصفحة 21