وهذا قول الكلبي والسدي (¬1).
وقال أبو إسحاق: كذلك يخرجون من قبورهم مبعوثين، ومعنى الكاف نصب لقوله: {تَخْرُجُونَ} والمعنى: أن بعثكم عليه -عز وجل- كخلقكم، أي: هما في قدرته متساويان (¬2). يعني: أن ذكر ابتداء الخلق بقوله: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} يعني: الإنسان من النطفة، ثم قال: {وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ}.
¬__________
= الزعراء: عبد الله بن هانئ؛ قال عنه البخاري: عبد الله بن هانئ، أبو الزعراء الكوفي ..
روى عن ابن مسعود -رضي الله عنه-، في الشفاعة: ثم يقوم نبيكم رابعهم، والمعروف عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنا أول شافع، ولا يتابَع على حديثه. "التاريخ الكبير" 5/ 221، رقم (720). وقال ابن عدي: يروي سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء، عن عبد الله بن مسعود إنْ كان قد سمع من عبد الله بن مسعود. "الكامل في ضعفاء الرجال" 4/ 1549. وقد وقعت تسمية أبي الزعراء في تحقيق الألباني لأحاديث "شرح العقيدة الطحاوية" ص 410، بـ: الوليد بن يحيى، ولا أدري كيف وقع ذلك، فلعله لم يقف على كلام البخاري، ولا ابن عدي، حيث أحال على الهيثمي وحده في "مجمع الزوائد" 10/ 330، والهيثمي ذكره هناك بكنيته، ونقد الهيثمي هذه الرواية لمخالفتها للحديث الصحيح: أنا أول شافع، ونسب هذا النقد الألباني للَّهيثمي، مما يدل على أنه لم يطلع على كلام البخاري في هذا الموضع. والله تعالى أعلم. وكون السماء تمطر مطرًا ينبت منه أجساد العباد ثابت من حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- في حديثٍ مرفوع؛ أخرجه مسلم في "صحيحه" 4/ 2259، كتاب. الفتن وأشراط الساعة، رقم (2940)، والشاهد فيه قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ثم يرسل الله أو قال ينزل الله مطرا كأنه الطَّلُ أو الظَّلُ [نعمانُ الشاكُّ] فتنبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون".
(¬1) "تنوير المقباس" ص 339.
(¬2) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 181.