كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 18)

وقرأ حمزة والكسائي (تَخْرُجُونَ) بفتح التاء (¬1)؛ وحجة هذه القراءة قوله: {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا} [المعارج: 43] (¬2) أضاف الخروج إليهم.

20 - قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ} ومن دلالاته على توحيده وقدرته {أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ} قال ابن عباس والمفسرون: يعني: آدم أبا البشر (¬3) {ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ} قال ابن عباس: من لحم ودم. يعني: ذرية آدم ينتشرون: ينبسطون في الأرض. قاله مقاتل (¬4). وقال ابن عباس: تذهبون وتجيئون. ومعنى الآية: تعجيبهم من خلقه إياهم من تراب، ثم صيرورتهم بشرًا ينتشرون في الأرض.
21 - قوله تعالى: {أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} قال الكلبي: يقول: جعل لكم مِنْ خلقكم آدميًا مثلكم، ولم يجعله من الجن ولا من غيره (¬5). وقال غيره: يعني خَلْق حواء من ضِلَع من أضلاع آدم. حكاه الزجاج، وهو قول قتادة (¬6). وذكر غيره أن معنى {خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا}: أنه خلق
¬__________
(¬1) قرأ حمزة والكسائي: {تَخْرُجُونَ} بفتح التاء. وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر: {تُخْرَجُونَ} بضم التاء. "السبعة في القراءات" ص 506، و"الحجة للقراء السبعة" 5/ 445، و"إعراب القراءات السبع وعللَّها" 2/ 195.
(¬2) "الحجة للقراء السبعة" 5/ 445.
(¬3) "تفسير مقاتل" 78 أ. وتفسير ابن جرير 21/ 31، وأخرجه عن قتادة. "تفسير الثعلبي" 8/ 167 ب.
(¬4) "تفسير مقاتل" 78 أ.
(¬5) "تنوير المقباس" ص 340، وذكره الثعلبي 8/ 167 ب، ولم ينسبه.
(¬6) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 182، ولم ينسبه. وأخرجه ابن جرير 21/ 31، عن قتادة. وكون حواء عليها السلام خلقت من ضلع من أضلاع آدم -عليه السلام-، مروي عن جمع من المفسرين، تفسير ابن جرير 7/ 515، تح: محمود شاكر، وابن أبي حاتم 3/ 852، وهي آثار موقوفة، ليس فيها شيء مرفوع للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد صرح ابن =

الصفحة 33