كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 18)

{إِنَّ فِي ذَلِكَ} الذي ذكر من صُنعه {لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} في عظمة الله وقدرته.

22 - {وَمِنْ آيَاتِهِ} الدالة على توحيده وقدرته: {خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} قال مقاتل: بأن الله خالقهما، كقوله: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [لقمان: 25, الزمر: 38] (¬1).
قوله تعالى: {وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ} يعني: اختلاف اللغات كالعربية والعجمية والتركية وغيرها. وقوله: {وَأَلْوَانِكُمْ} مختلفة؛ لأن الخلق من بين أبيض وأسود وأحمر (¬2). قال الكلبي: وهم ولد رجل واحد وامرأة واحدة (¬3)، وألسنتهم وألوانهم مختلفة.
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ} قال ابن عباس: يريد البر والفاجر. وعنه أيضًا: الإنس والجن (¬4). وقرأ حفص: بكسر اللام (¬5)؛ قال الفراء: وهو وجه جيد؛ لأنه قد قال: {لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الروم: 24] {لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 190] (¬6).

23 - قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ
¬__________
(¬1) "تفسير مقاتل" 78 أ.
(¬2) "تفسير مقاتل" 78 أ، بمعناه. من قوله: {وَاخْتِلَفُ ...}.
(¬3) "تفسير الثعلبي" 8/ 167 ب، ولم ينسبه.
(¬4) "تنوير المقباس" ص 340.
(¬5) قرأ حفص عن عاصم: {لِلْعَالِمِينَ} بكسر اللام، جمع: عالِم، وقرأ الباقون: {لِلْعَالِمِينَ} بنصب اللام. "السبعة في القراءات" (506)، و"الحجة للقراء السبعة" 5/ 444، و"النشر في القراءات العشر" 2/ 344.
(¬6) "معاني القرآن" للفراء 2/ 323.

الصفحة 35