كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 18)

وطمعًا للمقيم (¬1)، وهذا مما تقدم تفسيره في سورة: الرعد (¬2).
قال أبو إسحاق: وهما منصوبان على المفعول له؛ المعنى: يريكم للخوف والطمع، وهو خوفٌ للمسافر، وطمعٌ للحاضر (¬3).

25 - قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ} قال ابن مسعود: قامتا على غير عمد بأمره (¬4).
وقال الفراء: يقول: تدوما قائمتين بأمره بغير عَمَدٍ (¬5).
قال ابن عباس: يريد: بقوته وقدرته.
قوله: {ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ} قال الكلبي: يعني النفخة الأخيرة (¬6). وقال مقاتل: يدعو إسرافيلَ من صخرة بيت المقدس حتى ينفخ في الصور عن أمر الله (¬7).
¬__________
(¬1) أخرجه ابن جرير 21/ 32، عن قتادة، بلفظ: خوفًا للمسافر، وطمعًا للمقيم. و"تفسير مقاتل" 78 أ، وقد ورد فيه: وخوفًا من الصواعق لمن كان بأرض.
(¬2) قال الواحدي في تفسير قول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ} [الرعد: 12]: قال ابن عباس: يريد: خوفًا من الصواعق وطمعًا في المطر. وهو قول الحسن. وقال قتادة: خوفًا للمسافر، وطمعًا للمقيم. وهذا قول أكثر أهل التأويل. قال أبو إسحاق وأبو بكر: الخوف للمسافر لما تأذى به من المطر، كما قال الله تعالى: {إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ} [النساء: 102] والطمع للحاضر المقيم؛ لأنه إذا رأى البرق طمع في المطر الذي هو سبب الخصب.
(¬3) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 182.
(¬4) ذكره عن ابن مسعود: مقاتل 78 أ. وأخرجه ابن جرير 21/ 34، عن قتادة.
(¬5) "معاني القرآن" للفراء 2/ 323. وهو قول الزجاج 4/ 182.
(¬6) "تنوير المقباس" ص 340.
(¬7) "تفسير مقاتل" 78 أ. =

الصفحة 38