كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 18)

وقال الكلبي: يسألون، من التحف والتمني (¬1). والسؤال معنى وليس بتفسير. وحقيقة تفسيره ما ذكره الزجاج: أي ما يدعونه أهل الجنة فهو لهم؛ لأن الادعا افتعال من الدعا، فيدعون بمعنى يدعون (¬2).

58 - وقوله: {سَلَامٌ قَوْلًا}. قال أبو إسحاق: سلام بدل من ما، المعنى: لهم سلام بقوله عز وجل {قَوْلًا} (¬3). وهذا الذي ذكره الزجاج معنى قول أبي عبيدة: سلام رفع على لهم عملت فيه، وقولًا خرجت مخرج المصدر الذي يخرج من غير لفظ فعله (¬4). أي: يقولون ذلك قولًا. ونحو هذا قال الفراء والكسائي (¬5).
قال ابن عباس: يرسل الرحيم إليهم بالسلام (¬6).
وقال الكلبي: يرسل إليهم ربهم الملائكة في جناتهم بالتحف من عنده وبالسلام (¬7).
وقال مقاتل: إن الملائكة يدخلون على أهل الجنة من كل باب، يقولون سلام عليكم يا أهل الجنة من ربكم الرحيم (¬8). فهؤلاء قالوا: إن الله يرسل إليهم بالسلام.
¬__________
(¬1) لم أقف عليه عن الكلبي، وقد ذكر الماوردي 5/ 26 نحوه عن أبي عبيدة.
(¬2) "معاني القرآن وإعرابه" 4/ 292.
(¬3) المصدر السابق.
(¬4) "مجاز القرآن" 2/ 164.
(¬5) "معاني القرآن" 2/ 380، ولم أقف على قول الكسائي.
(¬6) ذكر نحوه أبو حيان في "البحر المحيط" 7/ 327 عن ابن عباس.
(¬7) لم أقف عليه عن الكلبي. وانظر: "تفسير هود بن محكم" 3/ 438، "مجمع البيان" 8/ 671 فقد ذُكر نحو هذا القول غير منسوب.
(¬8) "تفسير مقاتل" 108 أ.

الصفحة 508