قال أبو عبيدة (¬1) والزجاج (¬2): المكانة والمكان واحد. وهذا مما تقدم القول فيه.
وقال مقاتل: لو شئت لمسختهم حجارة في منازلهم ليس فيها أرواح.
{فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ} قال: يقول لا يتقدمون ولا يتأخرون (¬3). وقال ابن عباس: لم يتقدموا ولم يتأخروا (¬4).
وقال أبو إسحاق: أي لم يقدروا على ذهاب ولا مجيء (¬5). هذا الذي ذكرنا هو الصحيح في تفسير الآية، وقال قتادة: يقول لو نشاء لجعلناهم كسحا لا يقومون (¬6). والكسح جمع الأكسح، وهو المقعد. والقول هو الأول؛ لأن معنى المسخ تحويل الصورة إلى صورة ذي روح كالقرد والخنزير، ولم يصح عنده هذا المسخ في الآية مع قوله: {فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا} فعدل إلى المسخ بالإقعاد، وليس كما ظن فإنه؛ يقال: مسخه الله حجرًا، وقد أوضح ذلك مقاتل.