كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 18)

قال أبو عبيدة (¬1) والزجاج (¬2): المكانة والمكان واحد. وهذا مما تقدم القول فيه.
وقال مقاتل: لو شئت لمسختهم حجارة في منازلهم ليس فيها أرواح.
{فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ} قال: يقول لا يتقدمون ولا يتأخرون (¬3). وقال ابن عباس: لم يتقدموا ولم يتأخروا (¬4).
وقال أبو إسحاق: أي لم يقدروا على ذهاب ولا مجيء (¬5). هذا الذي ذكرنا هو الصحيح في تفسير الآية، وقال قتادة: يقول لو نشاء لجعلناهم كسحا لا يقومون (¬6). والكسح جمع الأكسح، وهو المقعد. والقول هو الأول؛ لأن معنى المسخ تحويل الصورة إلى صورة ذي روح كالقرد والخنزير، ولم يصح عنده هذا المسخ في الآية مع قوله: {فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا} فعدل إلى المسخ بالإقعاد، وليس كما ظن فإنه؛ يقال: مسخه الله حجرًا، وقد أوضح ذلك مقاتل.

68 - قوله تعالى: {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ} وقرئ: نُنَكَّسه، بالتشديد، يقال: نَكسته (¬7) أنكسه وأنكسه، ونكسته
¬__________
(¬1) "مجاز القرآن" 2/ 165.
(¬2) "مجاز القرآن وإعرابه" 4/ 293.
(¬3) "تفسير مقاتل" 108 أ.
(¬4) "تفسير ابن عباس" بهامش المصحف ص 373، "زاد المسير" 7/ 33. وانظر: "الطبري" 23/ 26، "الماوردي" 5/ 29.
(¬5) "معاني القرآن وإعرابه" 4/ 293.
(¬6) انظر: "تفسير عبد الرزاق" 2/ 461، "المحرر الوجيز" 4/ 145، "زاد المسير" 7/ 33.
(¬7) في (ب): (نكسه).

الصفحة 515