كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 18)

عطاء: ومن نعمره يريد المشركين، نرده إلى ذهاب العقل، كما قال {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ} [التين: 5] يريد الكافرين من ولد آدم (¬1). فالنكس على هذا القول ردّه من حالة العلم إلى حالة الجهل، وعلى القول الأول من القوة إلى الضعف ومن الشباب إلى الشيب، ومن الزيادة إلى النقصان.
وقوله: {أَفَلَا يَعْقِلُونَ} أي: فليس لهم عقل فيعتبروا فيعلموا أن الذي قدر على هذا من تصريف أحوال الإنسان، قدر على البعث بعد الموت، ومن قرأ بالتاء، فلقوله: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ}.

69 - قوله تعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} قال الكلبي (¬2) ومقاتل (¬3): نزلت في مشركي مكة، حين قالوا: إن القرآن شعر، وإن محمدًا شاعر ساحر كذاب، فقال الله تكذيبًا لهم: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ}. قال ابن عباس: يريد ما (¬4) ينبغي له الشعر، ما كان يروي بيت شعر ولا يقومه مستقيماً (¬5). قال أبو إسحاق: وما يتسهل ذلك (¬6).
وأصل (ينبغي) من قولهم: بغيت الشيء أبغيه، أي: طلبته، فابتغى لي ذلك الشيء أن تسهل وحصل، كما تقول: كسرته فانكسر (¬7). وكان
¬__________
(¬1) لم أقف عليه.
(¬2) لم أقف عليه.
(¬3) "تفسير مقاتل" 108 ب، "البغوي" 4/ 18، "زاد المسير" 7/ 34.
(¬4) في (ب): (وما).
(¬5) لم أقف عليه عن ابن عباس. وانظر: "الطبري" 27/ 23، "بحر العلوم" 3/ 105. البغوي 4/ 18، "مجمع البيان" 8/ 674.
(¬6) "معاني القرآن وإعرابه" 4/ 293.
(¬7) انظر: "تهذيب اللغة" 8/ 212 (بغي)، "اللسان" 14/ 76 (بغا).

الصفحة 517