كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 18)

النبي -صلى الله عليه وسلم- بالصفة التي وصفه الله بها ما كان يقرن له بيت شعر، حتى إنه إذا تمثل بيت شعر جرى على لسانه منكسراً، فقد روي أنه كان يتمثل بقول العباس بن مرداس فيقول:
أتجعل نهبي ونهب العبيد بين الأقرع وعيينة (¬1)
وكان يتمثل بقول عبد بني الحسحاس (¬2) يقول:
كلي (¬3) الإسلام والشيب للمرء ناهيًا (¬4)
وكان يتكلم ببيت طرفة فيقول:
ويأتيك من لم تزود بالأخبار (¬5)
¬__________
(¬1) البيت من المتقارب وصحته: أتجعل نهبي ونهب العبيد بين عيينة والأقرع. وهو في "ديوان العباس" 84، "لسان العرب" 1/ 774 (نهب)، "تاج العروس" 4/ 319 (نهب)، "خزانة الأدب" 1/ 153. وذكر هذا الأثر القرطبي في "تفسيره" 15/ 52.
(¬2) عبد بني الحسحاس، اسمه سحيم، وكان عبداً أسود نوبياً أعجميًا، وهو من المخضرمين، أدرك الجاهلية والإسلام ولا يعرف له صحبة قُتل في خلافة عثمان -رضي الله عنه-، قتله بنو الحسحاس لأنه أحبَّ امرأة منهم وطفق يتغزل فيها، فقتلوه خشية العار.
انظر: "الخزانة" 2/ 102، "الأغاني" 22/ 305، "الشعر والشعراء" ص 241.
(¬3) هكذا في النسخ، وهو خطأ، والصواب: كفى.
(¬4) البيت من الطويل، وصحته:
عميرة ودع إن تجهزت غازيًا ... كفى الشيبُ والإسلام للمرء ناهياً
وهو لسحيم في: "البيان والتبيين" 1/ 71، "الكامل" 1/ 285، "الخزانة" 1/ 267، 2/ 102، "الأغاني" 22/ 307، "سر صناعة الإعراب" 1/ 141.
وذكر هذا الأثر الإمام محمد بن يوسف الصالحين الشامي في "سبل الهدى والرشاد في سيرة خبر العباد" 9/ 352، وقال: أخرجه ابن سعد عن الحسن البصري، والقرطبي في "تفسيره" 15/ 52.
(¬5) البيت من الطويل، وصحته: =

الصفحة 518