كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 18)

أي: لتنذر يا محمد بما في القرآن من الوعيد (¬1). {مَنْ كَانَ حَيًّا} قال ابن عباس: يريد مؤمنًا (¬2).
وقال مقاتل: من كان مهتديًا في علم الله (¬3).
وقال أبو إسحاق: أي من يعقل ما يخاطب به، فإن الكافر كالميت، وإنه لا يتدبر (¬4).
وقال أبو علي الفارسي: (يعني المؤمنين؛ لأن الكفار أموات كما قال {أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ} {النحل: 26}. وقال: {أَوَ مَنْ كَانَ مَيْتًا لِيُنْذِرَ} [الأنعام: 122]) (¬5).
وقوله: {وَيَحِقَّ الْقَوْلُ} أي: ويجب الحجة بالقرآن على الكافرين، ثم وعظهم ليعتبروا فقال: [..] (¬6)

71 - {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا} أي: مما تولينا خلقه.
{أَيْدِينَا} بإبداعنا وإنشائنا واختراعنا، لم نشارك في خلقه ولا خلقناه بإعانة معين ولا إرشاد دليل. وذكر الأيدي هاهنا يدل هذه المعاني التي (¬7) ذكرنا وإنما خاطبنا بما نعقل، والألفاظ التي تستعمل نستعملها في مخاطبتنا، والواحد منا إذا قال: عملت هذا بيدي، دل ذلك على توليته
¬__________
(¬1) انظر: "الحجة" 6/ 47، "الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها" 2/ 220.
(¬2) لم أقف عليه عن ابن عباس. وانظر: "الماوردي" 5/ 30، "زاد المسير" 7/ 37.
(¬3) "تفسير مقاتل" 108 ب.
(¬4) "معاني القرآن وإعرابه" 4/ 294.
(¬5) "الحجة" 6/ 47.
(¬6) في (أ): زيادة (قوله)، وهي زيادة لا يحتاجها السياق.
(¬7) في (ب): (الذي).

الصفحة 521