كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 18)

ويجيء بمعنى مفعول كالركوب والحلوب، وربما أدخلوا الهاء في هذا الباب، وقد يجيء اسمًا لا صفة كالذنوب، وهو النصيب أو الدلو، وقد يجيء مصدرًا كالقبول والولوغ والزروع [والوزوع] (¬1).
قال مقاتل: (فمنها ركوبهم، يعني: حلوبتهم الإبل والبقر، ومنها يأكلون: الغنم) (¬2).

73 - {وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ} قال ابن عباس والكلبي: يعني بالركوب والحمل والأصواف والأوبار والأشعار والسحال (¬3) والفصلان ومنافع كسبها وظهورها (¬4). {وَمَشَارِبُ} من ألبانها. {أَفَلَا يَشْكُرُونَ} رب هذه النعم فيوحدونه.
74 - ثم ذكر جهلهم وغرتهم (¬5) فقال: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ} (¬6) أي: لعلهم يمنعون من العذاب باتخاذ الآلهة.
75 - ثم بين أن الأمر ليس على ما يقدرون فقال: {لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ}.
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(¬2) "تفسير مقاتل" 108 ب.
(¬3) السحال: جمع سحليل، وهو الناقة العظيمة الضرع التي ليس في الإبل مثلها، فتلك ناقة سحليل. وأما الفصلان: جمع فصيل، وهو ولد الناقة إذا فصل عن أمه، وأكثر ما يطلق في الإبل، وقد يقال في البقر (فصل) "اللسان" 11/ 522.
(¬4) لم أقف عليه عنهما، وقد أورده بعض المفسرين غير منسوب. انظر: "القرطبي" 15/ 56، "زاد المسير" 7/ 39.
(¬5) لعله من التَّغرير، وهو حمل النفس على الغَرَرِ، والغُرور: بالضم الأباطيل. "اللسان" / 12 (غرر).
(¬6) قوله: (آلهة) غير مثبت في النسخ، وهو خطأ.

الصفحة 523