كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 18)

قال ابن عباس: يريد أن الأصنام لا تقدر على نصرهم (¬1).
وقال مقاتل: لا تقدر الآلهة أن تمنعهم من العذاب (¬2). {وَهُمْ} يعني: الكفار. {لَهُمْ} الآلهة. {جُنْدٌ مُحْضَرُونَ}.
وقال ابن عباس ومقاتل: وهم لهم جند يغضبون لهم ويحضرونهم في الدنيا (¬3). وهذا قول قتادة والحسن، واختيار أبي إسحاق.
قال قتادة: يغضبون للآلهة في الدنيا، وهي لا تسوق إليهم (¬4) خيرًا ولا تدفع عنهم شرًّا إنما هي أصنام (¬5).
وقال الحسن: محضرون لآلهتهم يدفعون عنهم ويمنعونهم (¬6).
وقال أبو إسحاق: أي هم للأصنام ينتصرون، والأصنام لا تستطيع نصرهم (¬7). وهذا القول هو الاختيار (¬8). وفيه قول آخر، وهو أن المعنى: والآلهة جند للعابدين محضرون معهم في النار، يريد أن العابدين والمعبودين كلهم مجتمعون في النار، فلا يدفع بعضهم عن بعض ولا ينتفع الكفار بعبادتهم ورجائهم نصرتهم. وهذا معنى قول الكلبي، (¬9) ورواية معمر
¬__________
(¬1) "تفسير ابن عباس" بهامش المصحف ص 373، وانظر: "الوسيط" 9/ 513، "البغوي" 4/ 20.
(¬2) "تفسير مقاتل" 108 ب.
(¬3) انظر لم أقف عليه منسوبًا لابن عباس، وهو في "تفسير مقاتل" 108 ب.
(¬4) في (ب): (لهم).
(¬5) انظر: "الطبري" 23/ 29، "بحر العلوم" 3/ 106، "زاد المسير" 7/ 39.
(¬6) انظر: "القرطبي" 15/ 290.
(¬7) "معاني القرآن وإعرابه" 4/ 295.
(¬8) وهو ما رجحه الإمام الطبري 23/ 30.
(¬9) انظر: "زاد المسير" 7/ 39.

الصفحة 524