كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 18)

عن الحسن (¬1). وعلى هذا القول {هُمْ} كناية عن الآلهة، والكناية في هم الكفار والخلق لفظ للجند على الآلهة بزعمهم، وعلى ما كانوا يقدرون من أنها لهم جند تمنعهم، فقيل: إنهم لهم جند محضرون معهم النار. ثم عزى نبيه -صلى الله عليه وسلم- فقال: [..] (¬2)

76 - {فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} في ضمائرهم من الشرك والتكذيب. {وَمَا يُعْلِنُونَ} بألسنتهم. ومعنى أنا نعلم ذلك، ثم إذا علم أثاب نبيه على صبره على أذاهم وجازاهم بسوء صنيعهم، وكأنه قال: لا يحزنك ما يقولون، فإنا نثيبك ونجازيهم.
77 - وقوله: {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ} قال ابن عباس في رواية عطاء (¬3): يريد أبي ابن خلف. وهو قول مقاتل (¬4)، والأكثرين (¬5).
وقال سعيد بن جبير (¬6): هو العاص بن وائل.
وقال الحسن (¬7): هو أمية بن خلف، خاصم النبي -صلى الله عليه وسلم- في إنكار البعث، وأتاه بعظم حائل ففته بين يديه، وقال (¬8): أيحي هذه الله بعدما
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير عبد الرزاق" 2/ 146، "زاد المسير" 7/ 39.
(¬2) في (أ): زيادة (وقوله تعالى) وهي زيادة لا يحتاجها السياق.
(¬3) انظر: "بحر العلوم" 3/ 107، وأورده السيوطي في "الدر" 7/ 39 وعزاه لابن مردويه عن ابن عباس.
(¬4) "تفسير مقاتل" 108 ب.
(¬5) فقد قال به مجاهد وقتادة والسدي وعكرمة والكلبي. انظر: "الطبري" 23/ 30، "الماوردي" 5/ 33، "بحر العلوم" 3/ 107. وقال ابن الجوزي في "زاد المسير" 7/ 41: وبه قال الجمهور. وعليه المفسرون.
(¬6) انظر: "الطبري" 23/ 30، "زاد المسير" 7/ 40، "القرطبي" 15/ 70.
(¬7) انظر: "مجمع البيان" 8/ 678، "زاد المسير" 7/ 41، "فتح القدير" 4/ 383.
(¬8) في (ب): (فقال).

الصفحة 525