كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 18)

المثل بقوله [..] (¬1): {قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ}. قال أبو عبيد: الرميم مثل الرمة، يقال منه: رم العظم، وهو يرم رما، وهو رميم (¬2). وقال ابن الأعرابي: رمت عظامه وأرمت إذا بليت (¬3).
وقال أبو عبيدة: الرميم الرفات (¬4). وإنما قال رميم بغير هاء، وهو صفة العظام؛ لأنه منقول عن فاعل، فهو غير مبني على الفعل، وإذا لم يبن على الفعل لم يدخله عليه علامة التأنيث.

79 - ثم ذكر جواب المنكر بقوله: {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ}. قال ابن عباس: يريد ابتدأها أول مرة (¬5).
قال أبو إسحاق: والقدرة في الإبتداء أبين من الإعادة (¬6).
وقوله: {وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} قال ابن عباس: يريد حين ابتدأه وحين يعيده (¬7).
وقال مقاتل: عليهم بخلقهم في الدنيا وعليم بخلقهم بعد الموت (¬8).

80 - ثم زاد في البيان وأخبر عن عجيب صنعه مما يشاهدون؛ ليعتبروا ويستدلوا فقال: {جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا}. قال
¬__________
(¬1) في (أ): زياد: {قَوْلُهُ} وهي زيادة لا يحتاجها السياق.
(¬2) انظر: "تهذيب اللغة" 15/ 191 (رمم).
(¬3) انظر: "اللسان" 12/ 253 (رمم).
(¬4) "مجاز القرآن" 2/ 165.
(¬5) لم أقف عليه عن ابن عباس، وقد ذكره المؤلف في "الوسيط" 3/ 520 ولم ينسبه، وكذا الماوردي 5/ 32.
(¬6) "معاني القرآن وإعرابه" 4/ 295.
(¬7) لما أقف عليه عن ابن عباس، وقد ذكره الماوردي في "تفسيره" 5/ 32 ولم ينسبه.
(¬8) "تفسير مقاتل" 109 أ.

الصفحة 527