كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 18)

الكسائي والفراء (¬1): ذكر الشجر هاهنا، وفي قوله: {لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (52)} [الواقعة: 52] ذكرها بالتأنيث، ثم ذكر أيضًا في قوله: {وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ} [النحل: 10]، والشجر يؤنث ويذكر كالنخل و [(¬2)] قد تقدم الكلام فيه (¬3).
وقوله: {نَارًا} يعني: ما جعل من النار في المرخ والعفار، وهما شجرتان تتخذ الأعراب وقودها منهما. وقال ابن عباس: ليس من شجر إلا وفيها نار إلا الشجرة (¬4) التي كلم الله موسى منها، وهي العناب (¬5).
وقوله: {فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ} أي: تقدحون النار وتوقدونها من ذلك الشجر. قال مقاتل: والذي يخرج من الشجر نارًا وأنتم تبصرونه، والنار تأكل الحطب، فهو قادر على البعث (¬6). ومعنى الآية أنه يدلهم على قدرته على البعث بخلقه النار في الشجر الأخضر، ثم إيقادهم النار من الشجر الأخضر. قال مقاتل: ثم ذكر ما هو أعظم خلقا من الإنسان (¬7)، فقال: [..] (¬8)

81 - {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى}
¬__________
(¬1) لم أقف على قول الكسائي. وانظر قول الفراء في: "معاني القرآن له" 2/ 382.
(¬2) قدر كلمة في جميع النسخة غير واضحة.
(¬3) لم أقف على الموضع الذي أحال المؤلف رحمه الله إليه.
(¬4) في (أ): (شجرة).
(¬5) لم أقف عليه عن ابن عباس، وقد ذكره الماوردي 5/ 34 عن الكلبي، والطبرسي في "مجمع البيان" 8/ 679 عن الكلبي أيضًا، والبغوي 4/ 21 عن الحكماء.
(¬6) "تفسير مقاتل" 109 أ.
(¬7) المصدر السابق.
(¬8) في (أ): زيادة (قوله تعالى)، وهي زيادة لا يحتاجها السياق.

الصفحة 528