كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 18)

هذا استفهام معناه التقرير، يقول: أو لا يقدر من خلق السموات والأرض على أن يخلق مثلهم. قال مقاتل: أن يخلق في الآخرة مثل خلقهم في الدنيا (¬1). وعلى هذا المضاف مقدر، وهذا كقوله: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [غافر:57].
ثم أجاب هذا الاستفهام بقوله: {بَلَى} أي: هو قادر على ذلك. {وَهُوَ الْخَلَّاقُ} خلقهم في الدنيا ويخلقهم في الآخرة خلقًا جديدًا. {الْعَلِيمُ} قال ابن عباس: بجميع ما خلق (¬2).
ثم ذكر قدرته على إيجاد الشيء فقال: [..] (¬3)

82 - {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}. وهذا كقوله في سورة النحل: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [النحل 40] (¬4) الآية وقد تقدم الكلام فيها.
83 - ثم نزه فيها نفسه عن قولهم أنه لا يقدر، فقال: {فَسُبْحَانَ}. قال أبو إسحاق: أي تنزيه من السوء، ومن أن يوصف بغير القدرة (¬5). {الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ}. قال مقاتل: يعني خلق كل شيء (¬6). قال عطاء: ملك كل شيء (¬7).
¬__________
(¬1) المصدر السابق.
(¬2) لم أقف عليه.
(¬3) في (أ): زيادة (قوله تعالى)، وهي زيادة لا يحتاجها السياق.
(¬4) في جميع النسخ: (أمرنا)، وهو خطأ.
(¬5) انضر: "البسيط" النسخة الأزهرية 3/ 124 ب.
(¬6) "معاني القرآن وإعرابه" 4/ 296.
(¬7) "تفسير مقاتل" 109 أ.

الصفحة 529