كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 19)

قال الفراء: (ويشهد على صواب القراءة الأولى قوله: {مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ} [المؤمنون: 20] ثم قال في موضع آخر: {وَطُورِ سِينِينَ} [التين: 2] وهو في معنى واحد وموضع واحد) (¬1). فقد ظهر أن الصحيح قراءة العامة؛ لأن إلياسين إنما هو بمعنى إلياس أو بمعنى إلياس وأتابعه، وأريد به إدريس على ما ذكره عكرمة والسدي: فأما أن يكون الذي هو أل (¬2) تصغير أهيل فهو مستبعد.
وقد ذكر الكلبي في تفسيره {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} يقول: سلام على آل محمد. وهذا بعيد؛ لأن ما قبله من الكلام وما بعده لا يدل عليه (¬3).

133 - قوله تعالى: {وَإِنَّ لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133) إِذْ نَجَّيْنَاهُ} إذ لا يتعلق بما قبله؛ لأنه لم يرسل وإن نجى، ولكنه يتعلق بمحذوف كأنه قيل: واذكر يا محمد إذ نجيناه. وعند أبي عبيدة: إذ زائدة (¬4). وقد ذكر هذا في سورة البقرة.
وهذه الآيات مفسرة في سورة الشعراء (¬5) إلى قوله: {وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ}، أي: تمرون في ذهابكم ومجيئكم إلى الشام للتجارة على قراهم وآثارهم ومنازلهم {مُصْبِحِينَ} أي: نهاراً (¬6).
¬__________
= عباس" بهامش المصحف ص 378، "الماوردي" 5/ 64.
(¬1) "معاني القرآن" 2/ 392.
(¬2) في (أ): (الذي آل هو) وما أثبته هو الأنسب بالسياق.
(¬3) انظر: "معاني القرآن" للفراء 2/ 293، "الوسيط" 3/ 532، "بحر العلوم" 3/ 123، "البغوي" 4/ 41، "القرطبي" 15/ 119.
(¬4) "مجاز القرآن" 1/ 36، وسبق أن لدينا خطأ القول أن في القرآن شيئًا زائدًا.
(¬5) الآيات 170 - 171 - 172. انظر: "البسيط" النسخة الأزهرية 4/ 84 ب.
(¬6) في (أ): (أي نهارًا أي)، وهو خطأ.

الصفحة 103