كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 19)

قال المبرد: وإنما أخذ من السهام التي تحال للقرعة (¬1).
{فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ} أي المغلوبين (¬2) المقروعين المسهومين، ققال ابن عباس (¬3) والمفسرون. قال ابن قتيبة. (يقال: أدحض الله حجته فدحضت، أي: أزالها فزالت) (¬4). وأصل الحرف من الدحض الذي هو الزلق يقال: دحضت رجل البعير إذا زلقت (¬5). قال سعيد بن جبير: لما استهموا في السفينة جاء حوت إلى السفينة فاغرًا فاه ينتظر أمر ربه، حتى إذا قذفوه منها أخذه الحوت، فذلك (¬6) قوله: {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ}. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لما أراد الله حبس يونس في بطن الحوت أوحى إلى الحوت أن خذه ولا تخدش له لحمًا ولا تكسر له عظمًا" (¬7).
وقال المفسرون في قوله: {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ}: التهمه وابتلعه (¬8). يقال لقمت اللقمة وألقمتها غيري.
قوله: {وَهُوَ مُلِيمٌ}، يقال: ألام إذا أتى ما يلام عليه (¬9).
¬__________
(¬1) القرطبي 15/ 123. وانظر: "تهذيب اللغة" 36/ 138 (سهم).
(¬2) في (ب): (المقروعين المغلوبين).
(¬3) انظر: "الطبري" 23/ 98، "تفسير الثعلبي" 3/ 252 ب، "بحر العلوم" 3/ 124، "الماوردي" 5/ 67.
(¬4) "تفسير غريب القرآن" ص 374.
(¬5) انظر: "تهذيب اللغة" 4/ 198 (دحض)، "اللسان" 7/ 148 (دحض).
(¬6) لم أقف عليه.
(¬7) أخرج ابن أبي حاتم في "التفسير" 10/ 3227، والطبري 17/ 80 عن عبد الله بن الحارث.
(¬8) انظر: "الطبري" 23/ 99، "بحر العلوم" 3/ 124، "تفسير الثعلبي" 3/ 252 ب.
(¬9) انظر: "تهذيب اللغة" 15/ 399 (لأم)، "اللسان" 12/ 530 (لأم).

الصفحة 106