كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 19)

وهذا قول قطرب واختيار أبي قتيبة فقال: (أو ربما كانت بمعنى واو النسق كقوله: {عُذْرًا أَوْ نُذْرًا} [المرسلات: 6] وقوله: {لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 44]، وقوله: {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا} [طه: 113]. قال: وهذا كله عند المفسرين بمعنى واو النسق. قال: ونحو هذا قال: {وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} [النحل: 77]، وقوله: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} (¬1) [النجم: 9]. وقال: وبعضهم يذهب إلى أنها بمعنى بل في هاتين الآيتين وفي قوله: {أَوْ يَزِيدُونَ} على مذهب التدارك، وليس كما تأولوا، وإنما هي في جميع هذه المواضع بمعنى واحد: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ}، {وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ}، {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى}، وأنشد بيت ابن الأحمر الذي أنشده أبو عبيدة، وقال: هذا البيت يوضح لك معنى الواو؛ لأنه أراد شهرين ونصف شهر ثالث) (¬2).
وقال الفراء: أو هاهنا بمعنى بل كذلك جاء في التفسير مع صحته في العربية (¬3). وهذا الذي قاله الفراء قول مقاتل (¬4) والكلبي (¬5). وأنكر البصريون القولين (¬6) جميعًا.
¬__________
(¬1) في (أ): (وكان)، وهو خطأ.
(¬2) "تأويل المشكل" ص 443 - 444 - 445.
(¬3) "معاني القرآن" 2/ 393.
(¬4) "تفسير مقاتل" 114 أ.
(¬5) لم أقف على هذا القول عن الكلبي وهو قول يروى عن ابن عباس. انظر: "الماوردي" 5/ 69، "القرطبي" 15/ 132.
(¬6) في (أ): (القول).

الصفحة 115