كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 19)

الأولين {لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ} (¬1)، وعلى هذا في الآية مضاف مقدر على تقدير ذكر من الكتب الأولين.
وقال مقاتل: يعني خبر الأمم الخالية كيف أهلكوا وما كان أمرهم {لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ} (¬2)، ولا يحتاج على هذا إلى تقدير المضاف. والقول هو الأول؛ لقوله -عز وجل-: {أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ} [الأنعام: 157]، قال الله تعالى: {فَكَفَرُوا بِهِ} المعنى: فجاءهم ما طلبوا فكفروا به. قال الزجاج: فلما جاءهم كفروا به (¬3).
وقال الفراء: (المعنى: وقد أرسل إليهم محمدًا بالقرآن فكفروا به، وهو مضمر لم يذكر؛ لأن معناه معروف مثل قوله: {يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ} [الأعراف: 110]، وهذا من قول الملأ ثم قال: {فَمَاذَا تَأْمُرُونَ}، فوصل قول فرعون بقولهم؛ لأن المعنى بيِّن) (¬4). قال قتادة (¬5): وهذا كقوله: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ} [البقرة: 89]. وقال مقاتل: يقص الله في القرآن خبر الأولين فكفروا بالقرآن، {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} وعيد القتل ببدر (¬6). وقال ابن عباس: يريد تهديدًا (¬7).
وقال أبو إسحاق: فسوف يعلمون مغبة كفرهم وما نُنْزِل بهم من
¬__________
(¬1) "معاني القرآن وإعرابه" 4/ 316.
(¬2) "تفسير مقاتل" 114 ب.
(¬3) "معاني القرآن وإعرابه" 4/ 316.
(¬4) "معانى القرآن" 2/ 395.
(¬5) انظر: "تفسير عبد الرزاق" 2/ 159، "الطبري" 23/ 113.
(¬6) "تفسير مقاتل" 114 ب
(¬7) لم أقف عليه.

الصفحة 127