كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 19)

العذاب في الدنيا والآخرة (¬1).

171 - ثم ذكر أن العاقبة للأنبياء بالنصر وإن كذبهم قومهم، فقال: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ}، أي: تقدم الوعد بأن الله ينصرهم بالحجة وبالظفر بعدوهم. قال مقاتل: يعني بالكلمة: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} [المجادلة: 21]، فهذه الكلمة التى سبقت للمرسلين (¬2).
173 - {وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} أي: ضرب الله لهم الغلبة. فإن قيل: كيف سبقت الكلمة بالنصر لهم مع أن الأنبياء من قبل (¬3) أو هزم أحزابهم، قيل: بعض المفسرين يذهب إلى أن الغلبة بالحجة، وهو مذهب السدي (¬4)، وبعضهم يذهب إلى أن العاقبة لهم بالنصر على من ناوأهم، ولم يقتل نبي في معركة حرب (¬5). وقيل هذه النصرة هو أن الأنبياء وأتباعهم ينجون من عذاب الدنيا والآخرة، وهذا مذهب مقاتل بن سليمان (¬6).
174 - قوله: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ} قال ابن عباس (¬7)، ومقاتل (¬8): يعني القتل ببدر. وهو قول مجاهد (¬9)، والسدي (¬10). وقال الكلبي: يعني
¬__________
(¬1) "معاني القرآن وإعرابه" 4/ 316.
(¬2) "تفسير مقاتل" 114 ب.
(¬3) يظهر أن هنا كلمة ساقطة تُقَدَّر: هزموا أو هزم أحزابهم.
(¬4) انظر: "الطبري" 23/ 114، "الماوردي" 5/ 73، "مجمع البيان" 8/ 721.
(¬5) وهذا القول ينسب للحسن. انظر: "القرطبي" 15/ 139، "مجمع البيان" 8/ 721.
(¬6) "تفسير مقاتل" 114 ب.
(¬7) انظر: "القرطبي" 15/ 139، "تفسير ابن عباس" بهامش المصحف ص 380.
(¬8) "تفسير مقاتل" 114 ب.
(¬9) انظر: "تفسير الثعلبي" 23/ 253 ب، "مجمع البيان" 8/ 721.
(¬10) انظر: "الطبري" 23/ 115، "الماوردي" 5/ 73، "مجمع البيان" 8/ 721.

الصفحة 128