كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 19)

2 - قوله: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ} قال ابن عباس (¬1): جحدوا وكذبوا وأشركوا. وقال مقاتل: كفروا بالتوحيد من أهل مكة.
(في عزة) قال: يعني حمية، كقوله: {أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ} [البقرة: 206] (¬2). وقال الكلبي: يكفروا عن محمد -صلى الله عليه وسلم- (¬3). قال المبرد: العزة التعزز عن الحق، نحو قوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ} [البقرة: 206] وتحقيقه الأنفة عن الانقياد للحق (¬4).
وقوله: {وَشِقَاقٍ} قال ابن عباس: يريد الاختلاف (¬5). والكلام في هذا تقدم (¬6).

3 - ثم خوَّفهم فقال: {كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ} قال مقاتل: يعني الأمم الخالية حين كذبوا الرسل. {فَنَادَوْا} عند نزول العذاب في الدنيا (¬7).
¬__________
= أن هذا لا يجعلنا نقول: إن هذا هو الجواب؛ لوجود ما يصلح جواباً قبله. وأما الثالث: وهو أن الجواب قوله: {إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ} فبعيد أيضًا لطول الفصل. وأما الرابع: وهو قول الأخفش: يجوز أن يكون لـ {ص} معنى يقع عليه القسم لا ندري نحن ما هو، كانه قولك الحق والله، فبعيد؛ لأن الجواب ظاهر ومفهوم ولا يحتاج إلى تقدير شيء.
(¬1) لم أقف عليه
(¬2) "تفسير مقاتل" 115 أ.
(¬3) هكذا جاءت في العبارة في النسخ، وهو خطأ، فإن يكفروا تعدّى بالباء وليس بعن، فالصحيح: يكفروا بمحمد. ولم أقف على قول الكلبي.
(¬4) انظر: "اللسان" 5/ 378 (عزز).
(¬5) "تفسير ابن عباس" بهامش المصحف ص 380.
(¬6) عند الآية (256) من سورة البقرة في قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ}.
(¬7) "تفسير مقاتل" 115 أ.

الصفحة 142