كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 19)

وقال الفراء: (النوص التأخر في كلام العرب، وأنشد لامرئ القيس:
أمن ذكر ليلى إذ نأتك تنوص (¬1) (¬2)
وقال أبو إسحاق: (يقال: ناصه ينوصه، إذا فاته، وفي التفسير: لات حين نداء. قال: ومعناه لات حين نداءٍ ينجي) (¬3). وأما لات والكلام في هذه التاء فقال وهب والكلبي: لات بلغة اليمن ليس (¬4)، هذا ما ذكر عن أهل التفسير. وأما النحويون فإنهم مختلفون في هذه التاء.
قال أبو عبيدة: (ولات إنما هي ولا، وبعض العرب يزيد فيها هاء الوقف، فإذا اتصلت صارت تاء) (¬5). فعلى قوله، التاء لحقت لا.
وقال أبو زيد: (لات التاء فيها صلة، والعرب تقول: لات بالتاء،
¬__________
(¬1) صدر بيت، وعجزه:
وتقصر عنها خطوة وتبوص
وهو من الطويل، لامرئ القيس في "ديوانه" ص 177، "تهذيب اللغة" 12/ 246 (ناص)، "اللسان" 5/ 97 (قعد)، 7/ 9 (بوص). وبلا نسبة في: "رصف المباني" ص 496.
والشاهد فيه قوله: تبوصو، حيث جاءت الواو لإطلاق القافية. ومعنى نأتك: أي بُعدت عنك وهجرتك. وتنوص: تذهب متباعدًا، وتبوص تَعْجَل، يعني أنك تتردد بين الريث والعجلة. "شرح ديوان امرئ القيس" ص 122.
(¬2) "معاني القرآن" 2/ 397.
(¬3) "معاني القرآن وإعرابه" 4/ 320.
(¬4) لم أقف على هذا القول عن الكلبي ولا عن وهب. وقد ذكر الثعلبي في "تفسيره" 3/ 254 ب، وابن الجوزي في "زاد المسير" 7/ 100 عن وهب أنها بالسريانية وليست بلغة أهل اليمن. وذكر البوي في "تفسيره" 4/ 48 أنها بلغة أهل اليمن ولم ينسب هذا القول لأحد، وذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" 7/ 100 عن عطاء.
(¬5) "مجاز القرآن" 2/ 176.

الصفحة 145