قال ابن قنيبة: (وجر العرب بها يفسد مذهب أبي عبيد؛ لأنهم إذا جروا ما بعدها جعلوها كالمضاف للزيادة واحتجاجه بقوله: القاطعون تحين. فإن ابن الأعرابي قال: إنما هو القاطعونه بالهاء، فإذا وصلت صارت الهاء تاء، قال: وسمعتُ الكِلَّابي (¬1) ينهى رجلاً عن عمل، فقال له: حسبكلآن (¬2) أراد حَسْبُكهُ الآن، فلما وصل صارت الهاء تاء) (¬3).
قال أبو إسحاق: (الكسر بها شاذ، شبيه بالخطأ عند البصريين، ولم يرو سيبويه والخليل الكسر، والذي عليه العمل النصب والرفع. قال الأخفش: إن لات حين نصب حين بلا، كما تقول: لا رجل في الدار، ودخلت التاء للتأنيث) (¬4).
قوله: {وَعَجِبُوا}] (¬5) قال صاحب النظم: هذا منظوم بقوله: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ}؛ لأنه منسوق عليه بالواو. قوله تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا} معترض وليس من النصب في شيء.
¬__________
(¬1) هو: أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد بن موسى الكِلابيُّ الدمشقي، يعرف بأخي تبوك، محدَّث صادق معمّر، ولد سنة 306. روى عن محمد بن خُزيم وطاهر بن محمد وأبي عبيدة بن ذكران وخلق غيرهم، وعنه روى تمام الرازي وعبد الوهاب الميداني وأبو القاسم السُميساطي وغيرهم. مات رحمه الله سنة 396 هـ. قال الكتَّاني: كان ثقة نبيلاً مأموناً.
انظر: "سير أعلام النبلاء" 16/ 557، "شذرات الذهب" 3/ 147، "العبر" 3/ 61.
(¬2) في "تأويل المشكل" ص 531: (حسبَك تلان).
(¬3) "تأويل المشكل" ص 530 - 531.
(¬4) "معاني القرآن وإعرإبه" 4/ 321.
(¬5) ما بين المعقوفين بياض في (ب).