وقال مقاتل (¬1): أن امشوا إلى أبي طالب.
وذكر الفراء (¬2) وأبو إسحاق وجهًا آخر في {أَنِ امْشُوا} وهو أن في موضع النصب لفقد الخافض، والتقدير: انطلق الملأ منهم بأن امشوا، أي بهذا القول. وهذا يتوجه إذا حملت الانطلاق والمشي على الخروج من عند أبي طالب والذهاب من عنده لا إليه.
وقد ذكر أبو إسحاق (¬3) هذا فقال: وقص هذه القصة التي ذكرناها في سبب النزول ثم نهضوا وانطلقوا من مجلسهم يقول بعضهم لبعض: امشوا واصبروا على آلهتكم. وعلى هذا القول المعنى: اخرجوا من عند أبي طالب وتفرقوا على هذا القول، وهو أن يمشوا فيصبروا على دينهم الذي هم عليه ويتمسكوا به.
وقال مقاتل (¬4): يعني واثبتوا على عبادة آلهتكم، كقوله في الفرقان: {لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا} [الفرقان:42]. قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ} أي: لأمر يراد بنا , يعنون بإسلام عمر وزيادة أصحاب أصحاب -صلى الله عليه وسلم- قاله ابن عباس (¬5) ومقاتل (¬6).
وقال الكلبي (¬7):إن هذا لشيء يراد بأهل الأرض.
¬__________
(¬1) "تفسير مقاتل" 115 أ
(¬2) "معاني القرآن" 2/ 399
(¬3) "معاني القرآن وإعرابه" 4/ 321.
(¬4) "تفسير مقاتل" 115 أ.
(¬5) لم أقف عليه.
(¬6) انظر: "الماوردي" 5/ 79, "القرطبي" 15/ 152.
(¬7) الطبري 23/ 125, "الماوردي" 5/ 78.