كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 19)

وقال السدي: الملأ الأعلى الملائكة الذين هم في السماء الدنيا (¬1). وقال عطاء: الملائكة الأشراف (¬2).

8 - قوله: {وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا} قال ابن عباس ومقاتل (¬3) والمفسرون: ويرمون من كل ناحية. وذكرنا معنى القذف فيما تقدم (¬4). والمفعول الثاني مقدر على تقدير ويقذفون من كل جانب بالشهب، يدل عليه قراءة أبي عبد الرحمن السلمي دحورًا بفتح الدال. قال الفراء: (كأنه قال يقذفون بداحِر وبما يدحر. قال: ولست أشتهي الفتح؛ لأنه لو وجه ذلك على صحته لكان فيها التاء كما تقول: يقذفون بالحجارة، ولا تقول يقذفون الحجارة وهو جائز كما قال:
نغالي اللحم للأضياف نيئا (¬5)
¬__________
(¬1) انظر: "الماوردي" 5/ 39، وأورده غير منسوب الطبرسي في "مجمع البيان" 8/ 685.
(¬2) لم أقف عليه.
(¬3) لم أقف على هذا القول عن ابن عباس أو مقاتل أو لغيرهم ويكادون يجمعون حسب علمي على أن معنى الدحور هو: الطرد وليس الرمي كما فسره المؤلف رحمه الله فلعله وهم منه، والله أعلم.
(¬4) ذكره عند تفسيره لقوله تعالى: {أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ} [طه: 39]. قال: ومعنى القذف في اللغة الرمي بالسهم والحصى والكلام وكل شيء، ويقال للسب القذف لأنه رمي بالقبيح من القول.
(¬5) صدر بيت وعجزه:
ونرخصه إذا نضج القدير
ولم أهتد لقائله.
انظره في "معاني القرآن" للفراء 2/ 383، "معاني القرآن وإعرابه" 1/ 191، "المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات" 2/ 219، "الدر المصون" 3/ 444، "تهذيب اللغة" 6/ 132، 7/ 135، 8/ 191، "اللسان" 15/ 131.

الصفحة 18