كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 19)

قوله: {وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ} قالوا كلهم: دائم. وقد مر في سورة النحل (¬1). ومن فسر الواصب بالشديد والوجع، فهو معنى وليس بتفسير. قال مقاتل: يعني دائمًا إلى النفخة الأولى فهي تجرح ولا تقتل (¬2). فقد بين مقاتل أن المراد بهذا العذاب عذاب الدنيا.

10 - قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ} قال صاحب النظم: يجوز أن يكون هذا استثناء من قوله: {لَا يَسَّمَّعُونَ} فيكون في موضع الرفع لأنه استثناء من النفي. قال: ويجوز أن يكون قوله: {وَيُقْذَفُونَ} فصلاً مستأنفاً، ويكون {إِلَّا مَنْ خَطِفَ} في موضع نصب على الاستثناء منه. هذا كلامه، والمعنى إذا جعلت من استثناء من يقذفون أنهم يرمون بالشهب ولا يمكنون (¬3) من السمع {إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ} قال ابن عباس: اختلس الكلمة (¬4).
وقال الكلبي: خطف الخطفة مسارقة (¬5).
وقال مقاتل: يعني يخطف من كلام الملائكة (¬6). وذكرنا معنى
¬__________
(¬1) عند قوله تعالى: {وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا} آية 52. قال: والواصب الدائم يقال وصب وصوباً إذا دام، ويقال واصَبَ على الشيء وواظب عليه إذا دام عليه.
(¬2) "تفسير مقاتل" 109 ب.
(¬3) في (ب): (يتمكنون).
(¬4) لم أقف عليه عن ابن عباس بهذا اللفظ. وانظر: "تنوير المقباس" ص 374 بهامش المصحف.
(¬5) لم أقف عليه عن الكلبي، وانظر: "القرطبي" 15/ 66، "زاد المسير" 7/ 48.
(¬6) "تفسير مقاتل" 109 ب.

الصفحة 20