كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 19)

أذاع به في الناس حتى كأنه ... بعلياء نارٍ أُوقدت بثقوبِ (¬1) (¬2)
ونظير هذه الآية قوله: {إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ} (¬3) [الحجر: 18]، وذكرنا الكلام هناك مستقصى في (¬4) معنى الشهاب، ومعنى الآية.

11 - قوله تعالى: {فَاسْتَفْتِهِمْ} قال ابن عباس: قل يا محمد لقومك (¬5).
وقال أبو إسحاق: فسألهم (¬6) سؤال تقرير. {أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا} أي: أحكم صنعة {أَمْ مَنْ خَلَقْنَا} من غيرهم، يعني من الأمم السالفة، يريد أنهم ليسوا بأحكم خلقًا من غيرهم من الأمم وقد أهلكناهم بالتكذيب، فما الذي يؤمنهم من العذاب، وهذا معنى قول ابن عباس في رواية عطاء (¬7).
وقال مقاتل: {أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا} بعد الموت، وذلك أنهم كفروا بالبعث (¬8). {أَمْ مَنْ خَلَقْنَا} يعني السموات والأرض والجبال، وهذا قول
¬__________
(¬1) البيت من الطويل لأبي الأسود في "ديوانه" ص 45، "مجاز القرآن" 1/ 133، 2/ 167، "الدر المصون" 2/ 402.
(¬2) "مجاز القرآن" 2/ 167.
(¬3) في (ب): (ثاقب مبين)، وهو خطأ.
(¬4) قال رحمه الله هناك: والشهاب شعلة نار ساطع، ثم يسمى الكوكب شهابًا والسنان شهابا لبريقهما يشبهان النار. فقال المفسرون: إن الشهاب لا يخطئه أبدًا وإنهم ليرمون فإذا توارى عنكم فقد أخطأه.
(¬5) انظر: "تنوير المقباس" ص 374 بهامش المصحف.
(¬6) هكذا في النسخ ولعل الصواب: فاسألهم؛ لأن عبارة أبي إسحاق: أي سلهم. "معاني القرآن وإعرابه" 4/ 299.
(¬7) لم أقف عليه. وانظر: "القرطبي" 68/ 15، "زاد المسير" 7/ 49.
(¬8) "تفسير مقاتل" 11 أ.

الصفحة 22