كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 19)

وعظوا بالقرآن لا يتعظون به، {وَإِذَا رَأَوْا آيَةً} قال ابن عباس ومقاتل: يعني انشقاق القمر بمكة (¬1) {يَسْتَسْخِرُونَ}، قال أبو عبيدة (¬2): يستسخرون ويسخرون سواء، وهو قول المفسرين، قالوا كلهم: يسخرون ويستهزئون ويقولون: هذا عمل السحرة وهو قوله: {إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ}، وقال ابن قتيبة: (يقال سخر واستسخر كما يقال قرَّ واستقر، وعجب واستعجب، وأنشد قول أوس:
ومستعجبٍ مما يرى من أناتنا (¬3)
قال: ويجوز أن يكون يسألون غيرهم من المشركين أن يسخروا من النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما تقول استعتبته أي سألته العتبى واستوهبته) (¬4) ونحو ذلك.
وقال أبو إسحاق في قوله: {إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ} أي جعلوا ما يدل على التوحيد مما يعجزون عنه سحرًا) (¬5).

16 - قوله تعالى: {أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا} (¬6) الآية. الكلام في نظير هذه الآية قد تقدم في سورة الرعد (¬7)، ثم في سورة النمل (¬8)،
¬__________
(¬1) انظر: "بحر العلوم" 3/ 112، "البغوي" 4/ 24، "تفسير مقاتل" 110 أ.
(¬2) "مجاز القرآن" 2/ 167.
(¬3) عجز بيت وصدره:
ولو زبنته العرب لم يترمرم
وهو من الطويل لأوس بن حجر في "ديوانه" ص 121، "تفسير غريب القرآن" ص 370، "اللسان" 2/ 69 - 15/ 147، "الكامل" 2/ 1143.
(¬4) "تفسير غريب القرآن" ص370.
(¬5) "معاني القرآن وإعرابه" 4/ 300.
(¬6) قوله: (وكنا ترابا) غير مثبت في (أ).
(¬7) عند قوله تعالى: {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} الآية 5.
(¬8) عند قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ} الآية: 67.

الصفحة 29