كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 19)

وذكرنا تفسير هذا عند قوله: {سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ} [النحل: 48] (¬1).

19 - ثم ذكر أن بعثهم يقع بزجرة واحدة، وذلك قوله: {فَإِنَّمَا هِيَ} [وهي ضمير على أن شريطة التفسير] (¬2) وقد مضت هذه المسألة، والمعنى وإنها قصة البعث زجرة واحدة.
قال مقاتل: يعني صيحة واحدة من إسرافيل (¬3).
وقال ابن عباس: يريد نفخة البعث (¬4). ومعنى الزجر في اللغة الصيحة التي يزجر بها، كالزجرة بالغنم وبالإبل (¬5) عند الحث، ثم كثر استعمالها حتى صارت بمعنى الصيحة وإن لم يكن فيها معنى الزجر عن الشيء كالتي في هذه الآية (¬6).
قوله تعالى: {فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ} قال مقاتل: ينظرون إلى البعث الذي كذبوا به (¬7).
وقال الكلبي: إذا سمعوا بالصيحة الآخرة زجروا من قبورهم فاستووا على ظهر الأرض قيامًا ينظرون (¬8) ما يؤمرون به.
قال أبو إسحاق: (أي يبعثون بصراء ينظرون)، فلما عاينوا البعث
¬__________
(¬1) قال هناك: داخرون أي صاغرون هذا لفظ المفسرين، يقال دخر يدخر دخورًا أي صغر يصغر صغاراً، وهو الذي يفعل ما يؤمر به شاء أم أبى.
(¬2) هذه الجملة يظهر لي والله أعلم أنها مدرجة وأنها خطأ ووهم من النساخ.
(¬3) "تفسير مقاتل" 110 أ.
(¬4) "تفسير ابن عباس" ص 374 بهامش المصحف.
(¬5) في (ب): (والإبل).
(¬6) انظر: "تهذيب اللغة" 10/ 602، "اللسان" 4/ 318 (زجر).
(¬7) "تفسير مقاتل" 110 أ.
(¬8) لم أقف عليه عند الكلبي، وانظر: "القرطبي" 15/ 72.

الصفحة 31