الأمثال والأشباه والضرباء وهو قول عمر بن الخطاب وابن عباس وابن زيد وسعيد بن جبير ومجاهد وقتادة والشعبي، قالوا هؤلاء كلهم: أمثالهم وأشباههم وأشياعهم وأتباعهم وضرباؤهم (¬1). ونحو ذلك قال الكلبي (¬2). كل من عمل مثل عملهم وهو من قوله: {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً} أي أشكالاً وأشباهًا، وهذا القول اختيار أبي إسحاق قال: (المعنى ونظراؤهم وضرباؤهم، تقول عندي من هذا أزواج أي أمثال، وكذلك زوجان من الجفاف، أي كل واحد نظير صاحبه، وكذلك الزوج المرأة والزوج الرجل، قد تناسبا بعقد النكاح وكذلك قوله: {وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ} [ص: 58] انتهى كلامه) (¬3)، وعلى هذا يجب أن يكون المراد بالذين ظلموا الرؤساء والقادة, لأنك إذا جعلت الذين ظلموا عامًا في كل من أشرك لم يكن للأزواج معنى.
وقال ابن عباس (¬4) في رواية عطاء: {وَأَزْوَاجَهُمْ} قرناؤهم من الشياطين، وهو قول مقاتل (¬5). قال: يعني الشياطين الذين أضلوهم، وكل كافر مع شيطان في سلسلة واحدة، وقال الحسن (¬6): {وَأَزْوَاجَهُمْ} قال: يعني ضرباؤهم من الجن.
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير عبد الرزاق" 2/ 148، "الطبري" 23/ 46، الثعلبي 3/ 240/ ب، "الماوردي" 5/ 43، "زاد المسير" 7/ 52.
(¬2) لم أقف عليه عن الكلبي، وانظر: المصادر السابقة.
(¬3) "معاني القرآن وإعرابه" 4/ 301.
(¬4) "تفسير ابن عباس" ص 375 بهامش المصحف. وانظر: "الماوردي" 5/ 43.
(¬5) "تفسير مقاتل" 110 أ.
(¬6) لم أقف عليه عن الحسن، ونسبه أكثر المفسرين للضحاك ومقاتل. وانظر: "البغوي" 4/ 25، "القرطبي" 15/ 73، "زاد المسير" 7/ 52.