كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 19)

قوله - عز وجل -: {وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ اللَّهِ} أي: من الأوثان والطواغيت. وقال مقاتل: يعني إبليس وجنده (¬1) واحتج بقوله: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ} [يس: 60].

23 - قوله: {فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ} قال ابن عباس: دلوهم (¬2). وهو اختيار المفضل (¬3) قال: المعنى اذهبوا بهم.
قال أهل المعاني: وإنما استعملت الهداية هاهنا لأنه جعل الهداية إلى الجنة كما قال: {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [آل عمران: 21، التوبة: 31، الانشقاق: 24]. فوقعت البشارة بالعذاب لهؤلاء بدل البشارة بالنعيم لأولئك (¬4). وروي عن ابن عباس في قوله: {فَاهْدُوهُمْ} فسوقوهم (¬5).
وقال مقاتل والكلبي والضحاك (¬6): فادعوهم، وهو معنى وليس بتفسير.
وقال ابن كيسان: قدموهم (¬7) وهودوهم؛ لأنه يقال هذا إذا تقدم، ومنه الهادية والهوادي وهاديات الوحش، ولا يقال هدى بمعنى قدم.

24 - قوله تعالى: {وَقِفُوهُمْ} يقال: وقفت الدابة أقفها وقفاً فوقفت
¬__________
(¬1) "تفسير مقاتل" 110 أ.
(¬2) "تفسير ابن عباس" ص 374 بهامش المصحف. وانظر: "البغوي" 4/ 25.
(¬3) لم أقف على اختيار المفضل.
(¬4) لم أقف عليه عند أهل المعانى، وقد ذكره الطبرسي في "مجمع البيان" 8/ 688.
(¬5) أورده السيوطي في "الدر" 7/ 84، وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس. قلت: ولم أقف عليه عند ابن جرير.
(¬6) "تفسير مقاتل" 110 أ، ولم أقف عليه عن الكلبي والضحاك، وأورده الماوردي 5/ 43، ونسبه للسدي.
(¬7) انظر: "تفسير الثعلبي" 3/ 240 ب، "البغوي" 4/ 25.

الصفحة 34